في خطوة جديدة تعكس الالتزام بتعزيز الفنون والثقافة، أعلنت وزارة الثقافة الإيطالية أن 23 مدينة من مختلف أنحاء البلاد، قدمت ملفات ترشيحها للتنافس على لقب عاصمة الفن الإيطالي المعاصر لعام 2026.
هذا اللقب، الذي يُمنح للمرة الأولى، يمثل فرصة فريدة للمدن الإيطالية لتسليط الضوء على مساهماتها في مجال الفنون المعاصرة وإبراز تراثها الثقافي بطرق مبتكرة.
المدن المرشحة: مزيج من التاريخ والحداثة
من بين المدن المرشحة نرى أسماءً تحمل تاريخًا غنيًا بالفن والإبداع، إلى جانب مدن أخرى تسعى إلى تعزيز مكانتها على الساحة الثقافية، وهي: بولسينا، كارارا، كاتانزارو، فابريانو، مانتوفا، موليترنو، بيتشولي، بيسكارا، كوارتو، ريدجو كالابريا، تودي، والبندقية، وجميع هذه المدن، قدمت رؤىً مبتكرة تسعى من خلالها لتكون في طليعة المدن التي تشكل مستقبل الفن المعاصر في إيطاليا.
عملية الاختيار: خبراء في الثقافة والفنون
ستُقَيَّم ملفات الترشيح من قبل لجنة تحكيم مكونة من خمسة خبراء مستقلين، يتمتعون بسمعة كبيرة في مجال الثقافة والفنون البصرية المعاصرة، هذه اللجنة ستكون مسؤولة عن دراسة المشاريع المقدمة بعناية فائقة، وستختار في النهاية، المدينة التي ستتمكن من إظهار تميزها الفني والثقافي بأفضل صورة.
مسار المنافسة: نحو لقب مرموق
بحلول 15 سبتمبر المقبل، ستقوم لجنة التحكيم بفحص المشاريع المقدمة كافة واختيار خمس مدن لتكون في القائمة النهائية، هذه المدن ستُدْعَى للمشاركة في جلسات نقاش عامة، إذ ستتاح لها الفرصة لتعزيز رؤيتها وتقديم حججها أمام اللجنة والجمهور.
وبحلول 30 أكتوبر المقبل، ستُعلن المدينة الفائزة بلقب عاصمة الفن الإيطالي المعاصر.
وتتوج المدينة الفائزة بجائزة قدرها مليون يورو، ستُسْتَخْدَم لتنفيذ الأنشطة والمشاريع الثقافية والفنية المدرجة في ملف ترشيحها.
فرصة لإعادة تشكيل المشهد الفني
ويعد هذا اللقب ليس مجرد تكريم رمزي؛ بل هو فرصة حقيقية للمدينة الفائزة لإعادة تشكيل مشهدها الفني والثقافي وجذب الانتباه على المستوى الوطني والدولي، كذلك يمثل دعمًا ماليًا ومعنويًا لتحفيز الابتكار في الفنون المعاصرة وتعزيز الدور الثقافي للمدينة الفائزة على مدى السنوات القادمة.
مستقبل الفنون المعاصرة في إيطاليا: رؤية جديدة تتبلور
إيطاليا، المعروفة بتاريخها العريق في الفنون، من عصر النهضة إلى الفن الحديث، تسعى الآن لتعزيز مكانتها في مجال الفنون المعاصرة، ما يعكس رغبة البلاد في الحفاظ على هذا الإرث الثقافي الغني، مع التركيز على الابتكار والإبداع في الفنون البصرية المعاصرة.
وبينما تنتظر المدن المتنافسة بفارغ الصبر إعلان النتائج، يبقى واضحًا أن هذه المبادرة تساهم في إثراء المشهد الثقافي الإيطالي، وتفتح الباب أمام المدن الإيطالية لتقديم نفسها كمراكز للإبداع والتجديد في عالم الفن العالمي.