أكد الفنان بسام كوسا، خلال ندوة المونودراما المسرحي التي جاءت ضمن فعاليات مهرجان جرش 38، أن المهرجانات تؤدي دورًا مهمًا في تنشيط الحوارات الثقافية، بشرط أن تتحلى بمستوى عالٍ من المسؤولية في طرح الأفكار.
وصرح الفنان كوسا لموقع "فوشيا" بأن أهمية المهرجان لا تكمن فقط في جلسة المونودراما، بل تشمل جميع أبعاده وتفاصيله.
كما أضاف أن المهرجان يحمل رسالة للعالم بأنهم أشخاص محبون للحياة ومدافعون عن الخير والجمال، وهي مهمة يراها جزءًا من دوره.
واعترف الفنان السوري أنه قدم خلال مسيرته أعمالا دون المستوى المطلوب "أفضل الرديء" وفق تعبيره، لكنه يتعلم ويستفيد منها.
بسام كوسا: المسرح يحتاج إلى مجتمع يحترمه
وأوضح بسام كوسا أن المسرح، كغيره من الفنون، يحتاج إلى مجتمع يحترمه ويقدم له كل ما يحتاجه، وإلا فإنه سيعاني الإهمال، وينتقل إلى ثقافات أخرى.
وأشار إلى أنه لو كان المتنبي قد استخدم فن الحوار، لكان قد أبدع مسرحًا يفوق مسرح شكسبير، مما يبرز أن الفردية لا تكفي لصنع مسرح متكامل.
ولفت إلى أن الأمة هي التي تخلق مسرحًا يعكس هويتها؛ مما يتطلب توفير تقنيات وموارد مالية ومؤسسات ترعى هذا الفن وتحافظ عليه.
بسام كوسا: المسرحية يجب أن تعكس البنية الاجتماعية
وعلق كوسا أن "المؤسسات هي نتاج المجتمع، وتنبثق من احتياجاته"، مشددًا على أن القيادة المسرحية يجب أن تعكس البنية الاجتماعية، وهو ما يفسر الفوارق بين المسرحيين في الوقت الحالي والمسرحيين في الستينيات والخمسينيات نتيجة التغيرات الاجتماعية.
وفيما يتعلق بغياب النقد، أشار كوسا إلى أن هناك نقصًا في التخصص، حيث يكتب النقاد عن المسرح والسينما وقضايا أخرى، مما يعكس همومهم العامة.
وفي ختام حديثه خلال الندوة، نوه كوسا إلى أزمة النقد، مؤكدًا أن النقد هو حالة إبداعية، وما نحتاجه حقًا هو نقد موضوعي يساهم في تطوير الفنون.