عندما نتحدث عن العلاجات المنزلية الطبيعية، نجد الكثير من "الحيل" الشائعة التي تتداول عبر الإنترنت، مُدعية أنها علاج سريع وفعال لمشاكل صحية مثل الحمى والبرد. ولكن، هل كل هذه الأساليب فعالة حقًا؟
واحدة من هذه الحيل التي انتشرت مؤخرًا هي "طريقة الجوارب المبللة". هذه الطريقة التي أصبحت حديث الساعة على وسائل التواصل الاجتماعي، تُستخدم كعلاج للحمى والبرد، سواء للأطفال أو البالغين.
الفكرة هنا بسيطة؛ تتضمن ارتداء جوارب قطنية مبللة بالماء البارد تحت جوارب صوفية جافة أثناء النوم. يُعتقد أن هذا يساهم في خفض الحرارة وتخفيف احتقان الأنف. لكن، هل هناك أي دليل علمي يدعم هذه الادعاءات؟
لكن، هنا يأتي التحذير. الأطباء يُحذرون من استخدام هذه الطريقة، إذ لا توجد أدلة علمية تدعم فعاليتها، وقد تؤدي إلى آثار جانبية غير مرغوبة في بعض الحالات.
يُشير الخبراء إلى أن هذه الطريقة قد توفر بعض الراحة المؤقتة، لكن لا تعالج السبب الجذري للحمى أو البرد، والذي غالبًا ما يكون نتيجة عدوى أو التهاب. الاعتماد على مثل هذه الحيل قد يمنع الأشخاص من الحصول على الرعاية الطبية المناسبة التي يحتاجون إليها.
الدكتورة روحي بيرزادة، استشارية في الطب العام من مومباي، تُبرز وجهة نظرها حول "طريقة الجوارب المبللة" في دورية OnlyMyHealth، مُشيرةً إلى المخاطر المرتبطة بها.
تعتمد طريقة الجوارب المبللة على نقع زوج من الجوارب القطنية في الماء البارد، ثم عصرها وارتداء زوج من الجوارب الصوفية فوقها قبل النوم. يُزعم أن هذه الطريقة تعزز الجهاز المناعي، وتخفض الحمى، وتخفف احتقان الأنف.
لكن، تحذر الدكتورة روحي الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الدورة الدموية، مثل مرض السكري أو ظاهرة رينود أو الغرغرينا، من تجربة هذه الطريقة عند إصابتهم بالحمى. فتعريض الأطراف للماء البارد قد يزيد من الأعراض ويؤدي إلى مضاعفات أخرى.
تحذر الدكتورة روحي من استخدام طريقة الجوارب المبللة كعلاج للحمى والبرد، مُشيرةً إلى عدة مخاطر:
قد تخلق طريقة الجوارب المبللة شعورًا زائفًا بالأمان. فالحُمّى غالبًا ما تشير إلى وجود عدوى كامنة أو التهاب يتطلب عناية طبية مناسبة.
على الرغم من بساطة الطريقة، إلا أنها قد تفرض ضغطًا حراريًا على الجسم. فالجسم سيتعين عليه تسخين الجوارب الباردة، مما قد يرهق الجهاز المناعي، خاصةً لدى الأشخاص المرضى.
استخدام الجوارب المبللة قد يزيد من خطر الإصابة بعدوى فطرية. البيئات الرطبة تعتبر مثالية لنمو الفطريات، والتعرض الطويل للجوارب الرطبة قد يؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة بهذه العدوى.
في النهاية، يجب أن نتذكر أن العلاجات المنزلية ليست بديلاً عن الرعاية الطبية المناسبة. لذلك، إذا كنت تعاني من أعراض مثل الحمى أو البرد، من الأفضل استشارة طبيب مختص.
شراب التوت الحلقة 69