تعتبر صبغات الشعر جزءًا لا يتجزأ من روتين العناية بالجمال لدى الكثيرين، لكن وراء تلك الألوان الجذابة قد تكمن مخاطر صحية غير متوقعة.
في حادثة مقلقة وقعت في فرنسا، تم الكشف عن تأثيرات سلبية غير متوقعة لصبغة شعر تحتوي على مكون كيميائي شائع. فقد أدت هذه الصبغة إلى فقدان امرأة لبصرها لفترة مؤقتة، مما يبرز أهمية التحقق من المكونات الكيميائية في مستحضرات العناية بالشعر.
فما هي تفاصيل هذه الحادثة؟ وكيف يمكن أن تكون صبغة الشعر أخطر مما نتوقع؟
في واحدة من تلك اللحظات التي نعتقد أنها عابرة، قررت امرأة فرنسية تبلغ من العمر 61 عامًا أن تضفي لمسة جديدة على شعرها باستخدام صبغة تحتوي على مادة كيميائية تُعرف باسم "بارا فينيلين ديامين" (PPD). لم تكن تدرك أن هذا القرار سيقودها إلى أزمة صحية خطيرة. بعد أيام من استخدام الصبغة، بدأت تعاني من ضبابية متزايدة في رؤيتها، ولكنها لم تعزو ذلك في البداية إلى الصبغة.
العميل الحلقة 24
عندما زارت الأطباء في مستشفى "إدوارد هيريوت" في ليون، تم تشخيص حالتها بانفصالات شبكية متعددة، وهي حالة طبية خطيرة قد تؤدي إلى فقدان البصر إذا لم يتم التدخل السريع. بعد إجراء الفحوصات اللازمة، توصل الأطباء إلى أن تلف الشبكية ناتج عن تعرضها لمكونات هذه الصبغة الكيميائية، مما يسلط الضوء على المخاطر الصحية المحتملة لاستخدام بعض منتجات الصبغات دون معرفة شاملة بمكوناتها.
وفقًا للدكتور نيكولاس تشيرباز وفريقه الطبي، وُجد أن المواد الكيميائية العطرية الأمينية المكونة للصبغة، مثل "بارا فينيلين ديامين"، يمكن أن تتداخل مع مسارات كيميائية عصبية حساسة في العين. هذه المواد لها تأثير سلبي على خلايا الظهارة الصبغية في الشبكية، وهي خلايا أساسية لصحة البصر.
الجدير بالذكر أن هذه ليست الحالة الأولى، إذ تم الإبلاغ عن ثلاث حالات مشابهة في عام 2022، جميعها لنساء في منتصف العمر تعرضن لمكونات مشابهة في صبغات الشعر.
لحسن الحظ، وبعد أن قررت المرأة تغيير العلامة التجارية للصبغة التي كانت تستخدمها، بدأت رؤيتها تعود تدريجيًا إلى طبيعتها. استطاعت استعادة بصرها بمستوى 20/20 خلال شهر واحد فقط. هذا التحسن السريع جاء نتيجة لتجنب المادة الكيميائية التي تسببت في المشكلة، مما يبرز أهمية اختيار المنتجات بعناية وفحص مكوناتها بدقة.
تغيير لون الشعر قد يكون وسيلة رائعة لتعزيز الثقة بالنفس، ولكن يجب أخذ بعض الاحتياطات لتفادي المخاطر الصحية المحتملة، حتى وإن كانت نادرة. إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك في تجنب الأضرار المرتبطة بصبغات الشعر: