لا شك أن الرضاعة الطبيعية معروفة بفوائدها الصحية العديدة، ولكن نادراً ما يتم مناقشة دورها في صحة العين، خاصة في الوقاية من قصر النظر وضمان تطور شبكية العين بشكل صحيح عند الرضع.
وأظهرت الدراسات الحديثة أهمية حليب الأم في توفير العناصر الغذائية وعوامل النمو الأساسية لنمو عيْنَي الطفل، بحسب ما ذكر موقع OnlyMyHealth.
وتتجاوز فوائد الرضاعة الطبيعية مرحلة الرضاعة، إذ يمكن أن يكون للأساس الذي وضعته الرضاعة الطبيعية في الأشهر الأولى آثار إيجابية طويلة المدى على صحة العين، ما قد يقلل من خطر مشاكل الرؤية مثل قصر النظر واضطرابات الشبكية الأخرى لاحقًا في الحياة.
هو حمض دهني ضروري لتطور شبكية العين والدماغ. تعتمد شبكية العين، وهي الطبقة الحساسة للضوء في الجزء الخلفي من العين، بشكل كبير على DHA لنموها البنيوي والوظيفي.
وترتبط مستويات DHA الكافية خلال مرحلة الرضاعة بحدة البصر الأفضل، وقد تقلل من خطر الإصابة بقصر النظر.
ويحتوي حليب الأم بشكل طبيعي على نسبة عالية من DHA، حيث تبلغ نسبة 0.1-04٪ من الأحماض الدهنية DHA، خاصة عندما تتناول الأم نظامًا غذائيًّا غنيًّا بأحماض أوميغا 3 الدهنية، مثل: الأسماك أو بذور الكتان.
قصر النظر هو حالة تظهر فيها الأجسام البعيدة ضبابية؛ لأن العين تطول، ما يتسبب في تركيز الضوء أمام الشبكية بدلاً من عليها.
وتزداد نسبة انتشار قصر النظر على مستوى العالم، وتلعب الطفولة المبكرة دورًا مهمًّا في بدايته.
ويُعرف قصر النظر عند الوالدين سريريًّا كعامل خطر للإصابة بقصر النظر عند الطفل، حيث تعد البيئة البصرية، خاصة في السنوات الأولى، أمرًا بالغ الأهمية أيضًا.
وتدعم الرضاعة الطبيعية التجارب البصرية المبكرة، إذ غالبًا ما يكون الرضع الذين يرضعون رضاعة طبيعية على اتصال وثيق مع أمهاتهم، ما يشجع على التواصل البصري والتتبع البصري، ما قد يعزز النمو البصري الأفضل.
تشير الدراسات بحسب OnlyMyHealth، إلى أن الرضاعة الطبيعية قد تكون مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة بقصر النظر لاحقًا في الطفولة.
والعناصر الغذائية الموجودة في حليب الأم، إلى جانب بيئة الرضاعة الطبيعية الداعمة، تسهم في نمو العين الأكثر صحة، ما قد يقلل احتمال الإصابة بقصر النظر.
الشبكية ضرورية لتحويل الضوء إلى إشارات عصبية، والتي يفسرها الدماغ بعد ذلك كصور.
يعد تطور شبكية العين السليم أمرًا ضروريًّا للحصول على الرؤية الجيدة، وتسهم الرضاعة الطبيعية في ذلك بعدة طرق:
الأشهر الأولى من العمر هي فترة حرجة لتطور شبكية العين. ويدعم التركيز العالي من DHA في حليب الأم نمو وخضوع خلايا الشبكية، ما يضمن الوظيفة البصرية الصحيحة مع نمو الطفل.
ويحتوي حليب الأم على الأجسام المضادة ومكونات تعزيز المناعة التي تحمي الطفل من العدوى، بما في ذلك تلك التي يمكن أن تؤثر على العينين.
ومن خلال تقليل خطر الإصابة بالعدوى التي يمكن أن تعرض صحة العين للخطر، يدعم الرضاعة الطبيعية بشكل غير مباشر تطور شبكية العين الصحي.