قفاز مبتكر يعيد لمسة الحياة احلى عرب

قفاز مبتكر يعيد لمسة الحياة احلى عرب

نجح فريق من الباحثين في تطوير جهاز مبتكر يوفر إحساس اللمس، الذي يُعتبر واحدًا من أهم الحواس وأكثرها تعقيدًا. هذا الابتكار يعد خطوة كبيرة نحو تجسيد تواصل إنساني أعمق، حتى في ظل الفواصل الجغرافية.

تمكن العلماء من ابتكار هذا الجهاز الذي يشبه القفاز، والذي يعمل من خلال محاكاة مستقبلات اللمس في البشرة البشرية عن طريق اهتزازات دقيقة. وبذلك، يفتح هذا الاختراع آفاقًا جديدة في مجالات متعددة.

آلية عمل جهاز اللمس الجديد

وفقًا لفريق البحث، يعتمد الجهاز على نظام اللمس المستوحى من الطبيعة (BAMH). يقوم بمحاكاة مستقبلات اللمس في الإصبع البشري عن طريق استخدام اهتزازات بسرعات وقوى مختلفة عبر مناطق متعددة، مما يحاكي الطريقة التي نشعر بها بالملمس والحرارة والضغط.

تغطي شبكة من المستشعرات الدقيقة سطح القفاز، وتقوم بتحويل أي قوة أو اهتزاز إلى إشارات كهربائية. تُحوَّل هذه الإشارات بعد ذلك إلى اهتزازات دقيقة تُرسل إلى أطراف الأصابع، مما يمنح المستخدم إحساسًا واقعيًا باللمس.

يتيح هذا الاختراع إمكانية التواصل الاجتماعي بطريقة أكثر إنسانية، حيث يمكن للأشخاص أن يشعروا بلمسة أحبائهم حتى وإن كانوا على بُعد آلاف الكيلومترات.

علاوة على ذلك، يمكن استخدام هذا القفاز في المجال الطبي لتشخيص الأمراض العصبية التي تؤثر على حاسة اللمس، وكذلك في مجال الجراحة عن بُعد، حيث يمكن للجراحين أن يشعروا بملمس الأنسجة بدقة أكبر.

أهمية الابتكار في عالمنا الحديث

أكد فريق البحث أن التكنولوجيا المطورة تمهد الطريق لإنشاء قفاز يتيح التفاعل الاجتماعي عن بُعد والشعور بمسك اليد. بحيث يُمكن لشخص في لندن "إمساك" يد قريب له في سيدني، مما يمنح كليهما إحساس اللمس في الوقت الفعلي.

علقت الدكتورة سارة آباد من جامعة كوليدج لندن (UCL) على هذا البحث الذي ساعدت في تطويره قائلةً: "حاسة اللمس غالبًا ما يتم تجاهلها مقارنة بحواسنا الأخرى. وعلى الرغم من تعقيدها، فإن حاسة اللمس تلعب دورًا حيويًا في حياتنا اليومية، حيث يوفر لنا الجلد، أكبر أعضاء الجسم، معلومات غنية عن العالم من حولنا، بدءًا من ملمس الأشياء وصولاً إلى طبيعة التحفيزات التي نتعرض لها."

وأضافت الدكتورة آباد: "في عصر العولمة والتقنيات الحديثة، باتت الحاجة إلى التواصل الإنساني المباشر أكثر إلحاحًا. ومع انتشار العمل عن بُعد والحجر الصحي، أصبح اللمس عنصرًا مفقودًا في تفاعلاتنا الاجتماعية."

يسعى الفريق، بحسب الدكتورة، إلى تحسين حياة الأشخاص الذين يعانون من فقدان الإحساس باللمس، حيث يعتزمون تجنيد متطوعين للمشاركة في تجارب سريرية خلال الأشهر القليلة المقبلة. وقد تم نشر دراسة جدوى حول هذه التكنولوجيا في مجلة Nature Communications، التي تُعتبر من أبرز المجلات العلمية في العالم.
وتبقى ليلة الحلقة 31