نجح فريق من العلماء في اكتشاف ما يوصف بـ"الإنسولين الذكي" أو "الإنسولين المقدس"، الذي يستجيب لمستويات السكر المتغيرة في الدم في الوقت الحقيقي.
ويؤدي الاختراق الكبير في أبحاث مرض السكري إلى تغيير جذري في الطريقة التي يتعامل بها الأشخاص المصابون بمرض السكري من النوع الأول مع حالتهم.
ومن المتوقع أن يحدث هذا الاكتشاف ثورة طبية في علاج ملايين المرضى بالسكري من النوع الأول حول العالم، والذين يتخطى عددهم 9 ملايين وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
بالنسبة للملايين الذين يعيشون مع مرض السكري من النوع الأول، فإن إدارة مستويات الجلوكوز في الدم تشكل تحديًا مستمرًا، إذ تتطلب علاجات الإنسولين الحالية حقنًا متعددة يوميًا ومراقبة دقيقة، ويمكن أن تتأثر مستويات السكر في الدم بعوامل مختلفة، بما في ذلك النظام الغذائي، وممارسة الرياضة، والإجهاد، وحتى الطقس.
وعلى الرغم من التقدم في التكنولوجيا، يكافح العديد من الأفراد للحفاظ على مستويات الجلوكوز مستقرة، ما يؤدي إلى مضاعفات صحية قصيرة وطويلة الأمد.
يعمل العلماء على تطوير جيل جديد من الإنسولين "الذكي" الذي يتكيف تلقائيًا مع مستويات السكر في الدم المتغيرة، ما قد يقلل الحاجة إلى الحقن المتكررة إلى مرة واحدة فقط في الأسبوع.
ووفقا لموقع voanews، نجح الفريق القائم على هذا المشروع البحثي، من الولايات المتحدة وأستراليا والصين، في تطوير أنواع مختلفة من ما يسمى "الإنسولين الذكي"، والذي يوضع في جسم مريض السكري، ولا يتم تنشيطه إلا عند الحاجة إليه.
وتم تصميم "الإنسولين الذكي" لتنشيطه عند ارتفاع مستويات السكر في الدم، ما يمنع ارتفاع سكر الدم، ويعطلها عند انخفاض المستويات، وبالتالي يتجنب المريض نقص سكر الدم.
والهدف هو الحفاظ على مستويات الجلوكوز ضمن نطاق آمن، وتجنب ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم بشكل مفرط، وهو ما يسمى بـ"فرط سكر الدم"، وانخفاض مستويات السكر في الدم بشكل مفرط، والمعروف باسم "نقص سكر الدم".
قال الباحثون الأستراليون إن طريقة توصيل الإنسولين الجديدة الخاصة بهم ستوفر حقنة واحدة كل ثلاثة أيام، ويتعين على المرضى حاليًا إعطاء الإنسولين الصناعي حتى 10 مرات في اليوم.
وعلق كريستوف هاجماير، أستاذ في المركز الأسترالي لأمراض الدم في جامعة موناش وباحث رئيسي في الدراسة: يستجيب الإنسولين الذكي لمستويات السكر في الدم. في حالتنا، لا نجعل جزيء الإنسولين ذكيًا بالفعل، لكننا نحمل الإنسولين على جسيم نانوي، والذي يحتوي على آلية مدمجة لتغيير شحنته من موجب إلى سالب عندما ترتفع مستويات السكر".
وشرح هاجماير، لهيئة الإذاعة الأسترالية: هذه هي الحيلة التي يمكننا من خلالها ضمان وجود ما يكفي من الإنسولين داخل الجسم وإطلاقه بطريقة ذكية.
والإنسولين هو نوع من الهرمونات التي تخفض مستوى الجلوكوز في الدم، أما الجلوكوز فهو نوع من السكر من الطعام الذي يمنح الناس الطاقة.
ويؤثر مرض السكري على مستويات الجلوكوز في الدم، وينقسم عادة إلى النوع الأول والنوع الثاني، الأكثر شيوعًا، ويواجه المرضى خطرًا متزايدًا للإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية وفشل الكلى.