يبرز العناد كصفة قد تتسبب في تعكير صفو الحياة الزوجية أو العاطفية، وهو من أبرز التحديات التي تواجه الناس عادة، في حياتهم الأسرية والعملية والاجتماعية.
بيد أن العناد، رغم صعوبته، ليس عائقًا مستحيلًا. بل يمكن، إذا ما أحسنتِ التعامل معه، أن يكون مدخلاً لفهم أعمق وتوطيد أواصر العلاقة، مع أي طرف كان.
نستعرض هنا خطوات حكيمة، تساعدك على التعامل مع شريكك العنيد بأسلوب راقٍ، يعزز من قوة العلاقة، ويمنحها عمقًا واستقرارًا.
الخطوة الأولى في التعامل مع أي مشكلة هي فهم جذورها. العناد في كثير من الأحيان ليس سوى غطاء لمشاعر أعمق مثل الخوف، أو الرغبة في الحفاظ على الكرامة، أو ربما حاجة قوية للشعور بالسيطرة. قد يكون الرجل العنيد تربى في بيئة تجعله يشعر بأنه بحاجة للدفاع عن آرائه بقوة، أو قد يكون مَرَّ بتجارب حياتية شكلت لديه هذا الموقف المتصلب.
الاستماع الجيد هو سلاحك السري في التعامل مع العناد. عندما تصغين لحديث شريكك دون مقاطعة أو محاولة فرض رأيك، فإنك تقدمين له رسالة ضمنية بأنك تحترمين رأيه وتفهمين دوافعه. هذه الخطوة وحدها قد تخفف حدة العناد، وتفتح بابًا للحوار البنّاء.
بدلاً من الدخول في مواجهات مباشرة، حاولي أن تتعاملي مع المواقف بحكمة وذكاء. قدمي خيارات متعددة بدلاً من طرح خيار واحد فقط، واستخدمي العبارات التي تبدأ بـ "ماذا لو جربنا..."، أو "ما رأيك أن نفكر في...". بهذه الطريقة، يشعر شريكك بأن القرار نابع عن توافق بينكما، وليس نتيجة لضغوطك عليه.
ابتعدي عن الأسلوب الانتقادي أو التهكمي. التركيز على إيجاد نقاط التقاء والتفاهم يمكن أن يساعد على تخفيف حدة التوتر وفتح المجال للنقاش البنّاء.
الرجل العنيد يحتاج إلى الشعور بالحرية والاستقلالية. لذلك، من المهم أن تحترمي مساحته الشخصية، وتسمحي له بالتفكير واتخاذ قراراته دون الضغط عليه. أظهري له أنك تثقين بقدرته على اتخاذ القرار الصحيح، ما قد يساعد على تخفيف عناده.
قد يكون العناد نابعًا من عدم الثقة بالنفس أو بالشريك. اعملي على تعزيز الثقة بينكما من خلال التواصل الصريح والتأكيد أنك تقدّرين رأيه وتقدّرين جهوده. عندما يشعر الرجل أنه مدعوم ومعترف به، قد يتراجع عن عناده بسهولة.
التعامل مع العناد يحتاج إلى الكثير من الصبر والمثابرة. لا تتوقعي تغييرًا فوريًّا أو حلولًا سريعة. بدلاً من ذلك، كوني صبورة واعملي على بناء علاقة قائمة على التفاهم والاحترام المتبادل. التغيير يأتي بالتدريج، وكل خطوة صغيرة نحو التفاهم هي انتصار لكما.
في بعض الأحيان، قد يكون التراجع وترك الأمور تهدأ هو الحل الأنسب. إذا شعرت بأن النقاش قد يتحول إلى جدال عقيم، فمن الأفضل تأجيل الموضوع إلى وقت آخر. الانتظار حتى تهدأ النفوس يمكن أن يكون له أثر إيجابي في إعادة فتح الحوار بشكل أكثر هدوءًا.