فضائح الفايد: اعتداءات وصدمات في هارودز

بعد مرور عام تقريبًا على وفاته، يعود اسم الملياردير المصري محمد الفايد إلى الواجهة، محاطًا بتهم خطيرة تتعلق بالاغتصاب والاعتداء الجنسي. هذه الاتهامات تم طرحها من قبل أكثر من 20 امرأة عملن في متجر "هارودز" الفاخر في لندن، والذي كان يملكه الفايد.

اتهامات خطيرة تتعلق بالملياردير محمد الفايد

أظهرت وثائقي بثته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بعنوان "الفايد: مفترس في هارودز" شهاداتٍ صادمة من أكثر من 20 موظفة، حيث أكدن أن الملياردير الراحل، الذي توفي عن عمر يناهز 94 عاماً، اعتدى عليهن جنسيًا، وكشفت خمس منهن عن تعرضهن للاغتصاب في أثناء فترة عملهن في المتجر.

الاعتداءات، كما ذكر الوثائقي، لم تقتصر على متجر "هارودز" فحسب، بل امتدت لتشمل فندق ريتز في باريس وفيلا وندسور، وكلها ممتلكات كانت تعود للفايد في فرنسا.

اعتذارات من مالكي "هارودز" الحاليين

كشف الوثائقي أيضًا أن إدارة متجر "هارودز" كانت على دراية تامة بالاعتداءات، لكنها لم تتخذ أي إجراء للتصدي لها، كما أكد موظفون سابقون. أحدهم ذكر: "كنا نشاهد بعضنا البعض يمر عبر ذلك الباب، ونفكر: يا لها من فتاة مسكينة، إنه دورك اليوم ، وكان الشعور بالعجز يحاصرنا."

بسبب التقصير الواضح في معالجة هذه القضايا، اضطر المالكون الحاليون لمتجر "هارودز" إلى تقديم اعتذار علني للضحايا، مؤكدين أن المتجر قد تغير تمامًا وأن رفاهية الموظفين أصبحت جزءًا أساسيًا من أولوياتهم.

وفقًا لتقارير إعلامية، بدأت "هارودز" العام الماضي في تسوية المطالبات التي قدمتها النساء اللواتي زعمن تعرضهن للإساءة من قبل الفايد، الذي باع المتجر عام 2010 مقابل نحو ملياري دولار.

تاريخ من الاتهامات ضد الفايد

لم تكن هذه المرة الأولى التي يُتهم فيها الفايد بالاعتداء على موظفات المتجر، الذي يُعتبر وجهة سياحية بحد ذاته. في عام 1995، نشرت مجلة "فانيتي فير" تقريرًا يتناول فرضه لفحوصات طبية مهينة على الموظفات. ورغم محاولته للدفاع عن نفسه برفع دعوى تشهير، إلا أنه أسقطها لاحقاً.

على مدى السنوات التالية، تم التحقيق في عدة اتهامات تتعلق به، بما في ذلك قضية اعتداء جنسي على فتاة قاصر تبلغ من العمر 15 عامًا، بالإضافة إلى قضية اعتداء تقدمت بها امرأة في عام 2013 بعد مقابلة عمل. ورغم ذلك، لم يتم توجيه أي اتهامات رسمية له.

مؤتمر صحفي للفريق القانوني اليوم

من المقرر أن يعقد الفريق القانوني الذي ظهر في الوثائقي، بالإضافة إلى بعض المدعين، مؤتمرًا صحفيًا اليوم لمناقشة الدعوى القانونية ضد "هارودز" بسبب فشلها في توفير بيئة عمل آمنة لموظفيها.