-

اختيارات الأفلام: تعبير عن عواطفنا!

اختيارات الأفلام: تعبير عن عواطفنا!
(اخر تعديل 2024-09-27 09:51:32 )
بواسطة

هل تساءلت يومًا لماذا تميل إلى نوع معين من الأفلام؟ هل تفضل الإثارة والتشويق، أو ربما تفضل الغموض وأفلام الجريمة؟ أو حتى الأفلام الوثائقية الدرامية التي تدفع عقلك للتفكير وتوسيع آفاقك؟

في دراسة مثيرة نُشرت في مجلة Frontiers in Behavioral Neuroscience، تم الكشف عن أن اختياراتنا السينمائية ليست مجرد تفضيلات عشوائية، بل هي تعبير حقيقي عن كيفية تفاعل أدمغتنا مع العواطف.

اكتشافات العلماء حول الدراسة

توضح إستر زويكي، التي قادت هذا البحث، أن الأفلام ليست مجرد وسيلة لعرض العواطف، بل هي تثيرها أيضًا. العواطف السلبية، مثل الغضب والخوف، تلعب دورًا مركزيًا في العديد من الأفلام، مما يجعلنا نتساءل عن تأثيرها علينا.

في هذه الدراسة، قامت إستر وفريقها بفحص أدمغة 257 شخصًا باستخدام تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) لفهم كيفية استجابة أدمغتهم لمشاهد تحمل عواطف سلبية. وطلب الباحثون من المشاركين تحديد نوع الفيلم المفضل لديهم قبل بدء المسح.

أثناء الفحص، عُرضت على المشاركين وجوه تعبر عن مشاعر الغضب والخوف، وتم مراقبة منطقتين في الدماغ: اللوزة، المسؤولة عن معالجة العواطف، والنواة المذنبة، المرتبطة بمركز المكافأة.

نتائج مذهلة حول نشاط الدماغ

ما وجده الباحثون كان مفاجئًا، حيث أظهر تباينًا واضحًا في نشاط الدماغ بين عشاق الأنواع المختلفة من الأفلام. وكانت النتائج كالتالي:

  • عشاق الحركة: أظهرت أدمغتهم استجابة قوية لمشاهد العواطف السلبية، مما يدل على استمتاعهم بالتحفيز العاطفي.
  • عشاق الكوميديا: كانت استجاباتهم مشابهة لتلك الخاصة بعشاق الحركة.
  • عشاق الإثارة والوثائقية: أظهرت أدمغتهم استجابة أقل بكثير للعواطف السلبية.

لماذا يفضل عشاق الأفلام الإثارة؟

تشير النتائج إلى أن مشاهدة العواطف السلبية تمنح المشاهد شعورًا بالمتعة والمكافأة، مما يدفعهم للعودة لمشاهدة المزيد. قد يكون السبب أيضًا أن أفلام الحركة مليئة بالمفاجآت والأحداث غير المتوقعة، مما يحفز الدماغ ويجعله في حالة تأهب دائم.

تفضيلات الأفلام: اختيار مدروس

اختياراتنا للأفلام ليست عشوائية على الإطلاق، بل هي مرتبطة بكيفية استجابة أدمغتنا للعواطف. على سبيل المثال، تستخدم أفلام الحركة العواطف القوية لإثارة الحماس، بينما تعتمد أفلام الإثارة على الغموض لتحفيز الفكر.

هذه الاختلافات في تقديم المعلومات تسهم في تشكيل تفضيلاتنا، مما يشير إلى أن اختيارنا للأفلام مرتبط بكيفية عمل أدمغتنا. وعلى الرغم من أن هذه الدراسة لم تحدد ما إذا كانت الاختلافات في استجابة الدماغ فطرية أو مكتسبة، إلا أنها تثير تساؤلات حول الأسس التي تقوم عليها الأذواق الشخصية.
انترڤيو الحلقة 8

كما تقول إستر، "يبدو أن الناس يميلون لاختيار الأنواع السينمائية التي تحفز أدمغتهم بشكل أكبر".