ما علاقة التبول الليلي بصحتك العقلية؟
قد تُفاجئِين بعد غسل أسنانك وارتداء البيجاما والتأهب للدخول في النوم أنك بحاجة ملحة للتبول رغم عدم شعورك بقضاء الحاجة قبلها، فما السبب وراء ذلك؟ وهل لذلك تداعيات صحية أخرى؟
وبينما يتكرر هذا الأمر لدى بعضهم، لكن الباحثين نبهوا لضرورة فحص المشكلة والوقوف على حقيقة وأسباب حدوثها، موضحين أنها قد تكون ناجمة عن أسباب جسدية أو أخرى عقلية.
أولى الفرضيات التي ذهب إليها الباحثون بهذا الخصوص هو أننا حين نستلقي على السرير بشكل مسطح، فإن السائل الموجود في أرجلنا قد يتدفق بسرعة أكبر نحو الكلى، التي تتعامل بدورها مع ذلك السائل وتُحَوِّلُه إلى بول وتنقله إلى المثانة، لتحفز بذلك الشعور بالحاجة إلى التبول.
لكن حين يتحول هذا الأمر إلى شيء متكرر ومشكلة مستمرة تبقيك مستيقظة طوال الليل، فحينها يعرف بـ"التبول الليلي"، وهي حالة تتكرر لدى البالغين الكبار ولدى المرضى المصابين بالسمنة.
ما هي الحالات الصحية المرتبطة بالتبول الليلي؟
الولادة في مقدمة الحالات التي قد تجبر المرأة على التبول ليلا، وهو شيء طبيعي ومفهوم، بسبب الضغط الحاصل على عضلات قاع الحوض. وكذلك في حال النوم بوضعية تشكل ضغطا إضافيا على المثانة، فإنها ستزيد من الحاجة للتبول أثناء الاستلقاء.
وتبقى أيضا مشكلة التبول الليلي قائمة لدى النساء اللواتي يعانين من تضخم البروستاتا أو الرحم أو المبايض حال نومهن على المثانة. فكل هذه الحالات من الضروري الانتباه إليها؛ لأنها قد تفاقم المشكلة بشكل أو بآخر.
وحال تشخيص الإصابة أحيانا بذلك الاضطراب الذي يعرف بـ"اضطراب عضلات المثانة"، فقد يتولد شعور بالرغبة في التبول عند الاتكاء، ومن ضمن الحالات التي تسهم في ذلك: حصوات المثانة، سرطان المثانة، التهاب المثانة، أورام الحوض، التهابات المسالك البولية وغير ذلك.
ما العوامل العقلية المتعلقة بالتبول الليلي؟
نبه الباحثون إلى أن ضغط بعضهم على أنفسهم بغرض التبول دون وجود حاجة فعلية لذلك، فقط للتخلص من أي بول لديهم قبل النوم، هو أمر قد يضر بهم في الأخير.
وعلقت على ذلك الدكتورة فيكتوريا هاندا، مديرة قسم أمراض النساء والتوليد في مركز جونز هوبكنز بايفيو الطبي، بقولها "هناك بالتأكيد رابط عقلي وراء الحاجة للتبول. أو بمعنى آخر أن تلك العادة الليلية تعلم عقلك ومثانتك أن عليك الذهاب إلى الحمام للتبول أكثر مما هو حاصل في واقع الأمر".
وأخيرا نصح الباحثون كل من يعاني من مشكلة التبول الليلي بالاستلقاء على الظهر ورفع الساقين بزاوية أعلى من القلب لمدة ساعة أو أكثر بعد الظهر، كون تلك الحركة تسمح للسائل الموجود في الساقين بالترشيح من خلال الكليتين في وقت مبكر من اليوم، وبالتالي زيادة التبول في فترة ما بعد الظهيرة، ومن ثم العمل بالتبعية على تقليل الحاجة إلى التبول قبيل النوم.