حادثة تلف لوحة شهيرة في متحف روتردام
في حادثة مؤسفة، تعرضت لوحة فنية شهيرة للرسام الأمريكي الراحل مارك روثكو، والتي تقدر قيمتها بحوالي 56 مليون دولار (50 مليون يورو)، للتلف على يد طفل صغير أثناء زيارة عائلية لمتحف بويمانز فان بونينجن في مدينة روتردام الهولندية. هذه الحادثة تثير القلق حول حماية الأعمال الفنية في المتاحف وكيفية تعامل الزوار معها.
لوحة "غراي، أورانج أون مارون، نو.8" ضحية "لحظة غفلة"
اللوحة المعروفة بعنوان "غراي، أورانج أون مارون، نو.8" كانت معروضة في مستودع المتحف، وهي مساحة تخزين مفتوحة للجمهور، ضمن معرض يركز على الأعمال الفنية التي يحبها الجمهور. هذه اللوحة تحمل طابعًا فنيًا مميزًا، لكنها للأسف أصبحت ضحية لحادث غير متوقع.
كما أفاد المتحف في بيان رسمي، نشره موقع Artlyst المتخصص، أن الضرر الذي لحق باللوحة اقتصر على خدوش سطحية في الجزء السفلي، واصفًا ما حدث بأنه نتيجة "لحظة غفلة".
أوضح المتحدث باسم المتحف أن اللوحة لم تكن محمية بطبقة من الورنيش، مما يجعلها حساسة للغاية لأي تلامس مباشر، خاصة وأن أعمال روثكو تتميز بألوانها الجريئة والمواد المعقدة المستخدمة فيها. وأضاف: "نحن نتشاور حاليًا مع خبراء ترميم محليين ودوليين لتحديد أفضل خطوات الترميم، ونتوقع أن تُعاد اللوحة للعرض في المستقبل القريب".
آسر الحلقة 25
فن بلا حماية.. وعواقب مؤلمة
أوضحت صوفي ماكالون، خبيرة الترميم في شركة متخصصة بترميم الفنون الجميلة، أن اللوحات الحديثة التي لا تحتوي على طبقة واقية، مثل أعمال روثكو، تكون عرضة للتلف بسهولة. حتى خدوش بسيطة يمكن أن تؤثر بشكل جذري على تجربة المشاهدة. وأشارت إلى أن ترميم هذه الأعمال يُعد من أصعب المهام الفنية بسبب طبيعة الأصباغ والمواد المستخدمة فيها.
تذكر هذه الحادثة أيضًا واقعة سابقة شهيرة في عام 2012، حين تم تشويه لوحة أخرى لروثكو بعنوان "أسود على كستنائي" في متحف تيت مودرن في لندن على يد فنان مخرب. استدعى الأمر حينها عملية ترميم استمرت 18 شهرًا، بتكلفة بلغت 200 ألف جنيه إسترليني.
من يتحمل التكلفة؟
حتى الآن، لم يحدد المتحف ما إذا كانت العائلة أو شركة التأمين ستتحمل تكلفة الترميم. ومع ذلك، أكدت راشيل ميرتل، مديرة قسم التأمين الفني في شركة Aon، أن الحوادث العرضية التي تشمل الزوار غالبًا ما تكون مشمولة في عقود التأمين، بشرط توفر توثيق دقيق للحادث، مثل مراجعة تسجيلات الكاميرات وتقييم الأضرار من قبل الخبراء.
سبق للمتحف نفسه أن فرض على أحد الزوار في عام 2011 تكاليف إصلاح عمل فني بعد أن داس دون قصد على منشأة مكونة من زبدة الفول السوداني، مؤكدًا أن مثل هذه الإجراءات تعتبر "إدارية اعتيادية".
علق هيلم، أحد القائمين على عمليات الترميم بالمتحف، قائلًا: "تبدو أعمال روثكو ملعونة. هذه ليست المرة الأولى، وقد لا تكون الأخيرة".
عن مارك روثكو
مارك روثكو، الذي وُلد في عام 1903، يعتبر واحدًا من أبرز رموز التعبيرية التجريدية في القرن العشرين. لوحاته، التي تتميز بحقول لونية شاسعة، تسعى لإثارة التأمل واستحضار أعمق المشاعر الإنسانية. روثكو كان معروفًا برفضه تسليع أعماله الفنية، وابتعد عن مشاريع كبرى رفضًا لتحويل فنه إلى سلعة استهلاكية.
توفي روثكو في عام 1970، وتُعرض أعماله اليوم في أهم المتاحف حول العالم، حيث تُباع بمبالغ قياسية في المزادات، على الرغم من هشاشتها وخطر فقدانها لأبسط الأسباب.