دراسة حول تأثير الأسيتامينوفين أثناء الحمل
في دراسة مثيرة استمرت لفترة تجاوزت العقد، تم الكشف عن تأثير جانبي مقلق ناتج عن تناول النساء الحوامل لمسكنات الألم الشائعة، وخصوصًا دواء الأسيتامينوفين، المعروف أيضًا بتجارته تحت اسم "تايلينول". وقد أظهرت النتائج أن التأثيرات السلبية لهذا الدواء كانت أكثر وضوحًا على الإناث مقارنة بالذكور.
تأثير الأسيتامينوفين على الحمل
عادةً ما يُوصى للنساء الحوامل بتناول الأسيتامينوفين لتخفيف الألم وخفض درجات الحرارة المرتفعة، نظرًا لأنه يُعتبر أقل خطورة في التسبب بأضرار للكلى أو القلب لدى الجنين، مقارنةً مع أدوية أخرى مثل الإيبوبروفين، الذي يُعرف أيضًا باسم "أدفيل". وقد صنفت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) الأسيتامينوفين كدواء آمن للاستخدام خلال فترة الحمل.
دراسة جديدة تكشف عن المخاطر
لكن مؤخرًا، أظهرت دراسة أجراها باحثون في جامعة واشنطن أن هناك خطرًا محتملاً مرتبطًا باستخدام الأسيتامينوفين أثناء الحمل. حيث تم تحليل عينات دم لأكثر من 300 امرأة تم جمعها بين عامي 2006 و2011، ووجد الفريق أن النساء اللاتي أظهرت فحوصاتهن وجود مؤشرات على استخدام الأسيتامينوفين أنجبن أطفالًا كانوا أكثر عرضة للإصابة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) بمقدار الضعف مقارنة بنظيراتهن اللاتي لم يتناولن هذا الدواء.
قلبي ومفتاحه الحلقة 6
نسب الإصابات
وفقًا للدراسة التي نُشرت في مجلة "Nature Mental Health"، كانت نسبة إصابة الأطفال باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى الأمهات اللواتي لم يستخدمن الأسيتامينوفين تبلغ 9%، بينما ارتفعت هذه النسبة إلى 18% لدى الأمهات اللواتي تناولن الدواء. كما لوحظ أن العلاقة بين تناول الأسيتامينوفين أثناء الحمل وتطور اضطراب فرط الحركة كانت أقوى بست مرات تقريبًا لدى الفتيات مقارنة بالفتيان، على الرغم من أن الباحثين لا يزالون غير قادرين على تفسير هذه الظاهرة.
أهمية النقاش حول استخدام الدواء
زيادة استخدام الأسيتامينوفين خلال الثلث الثاني من الحمل كان مرتبطًا بزيادة ثلاثة أضعاف في احتمالية تطور اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى الأطفال. وقد صرح برينان بيكر، المؤلف الرئيسي للبحث، بأن الموافقة على هذا الدواء تمت منذ عقود، مما يستدعي إعادة تقييمه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
دعا بيكر إلى ضرورة فتح النقاشات حول استخدام الأسيتامينوفين بين النساء الحوامل وأطبائهن، حيث يجب التفكير في بدائل أخرى أكثر أمانًا وفعالية لتخفيف الألم. على سبيل المثال، هناك فئة من الأدوية تعرف بالتريبتانات والتي يمكن أن تكون آمنة وفعالة في إدارة حالات الصداع النصفي.
التوصيات المستقبلية
على الرغم من أن الأسيتامينوفين يعتبر عمومًا دواءً آمناً، إلا أن الدراسة تشير إلى وجود صلة قوية بين استخدامه وزيادة حالات اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. لذا يجب على الأمهات والأطباء توخي الحذر ومناقشة البدائل الممكنة لإدارة الألم والحمى. ومن الضروري أيضًا إجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد هذه النتائج وفهم الآليات التي تربط بين استخدام الأسيتامينوفين وتطور اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.