-

اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند البالغين

(اخر تعديل 2024-11-06 10:11:28 )
بواسطة

يُعتبر اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) من القضايا السلوكية المعقدة التي تؤثر على الأطفال، حيث كان يُعتقد في السابق أن هذا الاضطراب يتلاشى مع مرور الوقت. لكن الأبحاث الحديثة قد أثبتت أن هذا الاضطراب يمكن أن يستمر إلى مرحلة البلوغ، وأن العديد من البالغين قد يبقون دون تشخيص لسنوات طويلة، لأسباب متعددة.

ورغم تزايد الاهتمام حول تشخيص ADHD لدى البالغين في السنوات الأخيرة، إلا أن هناك مجموعة من التحديات التي تجعل هذا التشخيص صعبًا، مما يؤدي إلى تفاقم الحالة في كثير من الأحيان.

أسباب تأخر التشخيص لدى البالغين

يعد اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه اضطرابًا عصبيًا نمائيًا، يتسبب في مشاكل تتعلق بالتركيز والانتباه، بالإضافة إلى الاندفاعية والنشاط المفرط. عادةً ما تبدأ هذه الأعراض في مرحلة الطفولة، ولكنها قد تُهمل أو تُشخّص بشكل خاطئ.

تشير الدراسات إلى أن حوالي 6% من البالغين في الولايات المتحدة يعانون من ADHD، ولكن ما يقرب من نصفهم لا يتم تشخيصهم حتى بعد بلوغهم سن الثامنة عشرة. أحد العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى تأخر التشخيص هو نقص تدريب الأطباء في هذا المجال، حيث أن الكثير منهم ليس لديهم المهارات اللازمة لتحديد هذا الاضطراب، مما يؤدي إلى تجاهل الأعراض أو تشخيصها على أنها اضطرابات نفسية أخرى، مثل القلق أو الاكتئاب.

أعراض ADHD لدى البالغين

يمكن أن تكون أعراض ADHD لدى البالغين أقل وضوحًا مقارنة بالأطفال، حيث قد يعاني البالغون من صعوبات في إتمام المهام التي تتطلب تركيزًا مستمرًا أو يشعرون بالملل بسرعة في الاجتماعات أو المواقف الاجتماعية. كما أن نقص التركيز قد يتسبب في مشكلات في العمل أو في العلاقات الشخصية.

من المهم عند تقييم شخص بالغ يعاني من أعراض ADHD أن يتحدث الطبيب مع أفراد العائلة أو الأصدقاء لجمع معلومات حول الأعراض التي ظهرت منذ الطفولة. تشمل عملية التشخيص اللقاءات الشخصية، التقييمات السلوكية، والاختبارات السريرية. ومع ذلك، كما يشير الدكتور راسل رامزي، هناك العديد من الاضطرابات النفسية الأخرى التي تتشابه في الأعراض، مما يجعل عملية التشخيص معقدة وصعبة.

التحديات المرتبطة بالتشخيص والعلاج

يواجه المصابون بـ ADHD في مرحلة البلوغ تحديات عديدة، وأبرزها التشخيص المتأخر الذي يؤثر بشكل كبير على جودة حياتهم. في بعض الأحيان، لا يتم تشخيصهم إلا بعد أن يعانوا من مشاكل في العمل أو في حياتهم الأسرية. يشعر الكثيرون بأن مشكلاتهم ناتجة عن ضعف الإرادة أو نقص الدافع، حتى يقرروا في نهاية المطاف البحث عن تشخيص صحيح.

تتفاقم هذه المشكلة نتيجة نقص الوعي حول اضطراب ADHD في المجتمع الطبي. على سبيل المثال، يشير الدكتور بيتر جنسن، أحد المتخصصين في ADHD، إلى أن العديد من الأطباء يتجاهلون التشخيص الصحيح بسبب ميلهم إلى ربط الأعراض بمشكلات أخرى مثل القلق أو الاكتئاب، مما يؤدي إلى تفاقم الحالة بدلاً من معالجتها بشكل فعال.

دور الإرشادات الجديدة في تحسين التشخيص والعلاج

لتحسين الوضع، يعمل عدد من الخبراء في مجال ADHD على وضع إرشادات طبية جديدة تهدف إلى تحسين تشخيص هذا الاضطراب لدى البالغين. من المتوقع أن تُنشر هذه الإرشادات في نهاية العام الحالي، وستساعد الأطباء على التمييز بين ADHD والاضطرابات النفسية الأخرى، وتوجيههم نحو العلاج الأنسب. ستكون هذه الإرشادات خطوة مهمة نحو تحسين حياة المصابين بهذا الاضطراب، وضمان تلقيهم العلاج المناسب.
شراب التوت الحلقة 75

التأثيرات الاجتماعية والمهنية لتأخر التشخيص

يمكن أن يؤدي التأخر في تشخيص ADHD إلى مشاكل كبيرة في الحياة الاجتماعية والمهنية. قد يواجه المصابون بهذا الاضطراب صعوبة في إدارة المهام اليومية، مثل دفع الفواتير أو إتمام الأعمال المنزلية، مما يؤثر سلبًا على علاقاتهم الشخصية وقدرتهم على النجاح في وظائفهم. كما أن اضطرابات التركيز قد تؤدي إلى شعور دائم بالذنب والإحباط، مما يزيد من شعورهم بالعزلة والاضطراب النفسي.

يُعتبر نشر الإرشادات الطبية المتخصصة خطوة مهمة نحو تحسين التشخيص والعلاج، مما يسهم في تقديم الدعم اللازم للمصابين. بفضل هذا التقدم في الفهم والإجراءات التشخيصية، يمكن للعديد من البالغين الذين يعانون من ADHD أخيرًا الحصول على التشخيص الصحيح والعلاج الذي يساعدهم في تحسين حياتهم اليومية.