-

علاج الزهايمر: عقار "ليكانيماب" الجديد

(اخر تعديل 2025-04-16 21:35:26 )
بواسطة

في تطور غير مسبوق في عالم الطب، حصل عقار "ليكانيماب" على الموافقة من المفوضية الأوروبية كعلاج لمرض الزهايمر، والذي لا يقتصر فقط على تخفيف الأعراض الظاهرة، بل يستهدف أيضاً العوامل المسببة لتطور المرض. يُعتبر هذا الإنجاز خطوة فارقة في كيفية التعامل مع هذا المرض المزمن، والذي يؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم.

اعتماد أوروبي لعقار "ليكانيماب" لعلاج الزهايمر

أعلنت المفوضية الأوروبية عن منح الموافقة الرسمية لاستخدام عقار "ليكانيماب"، وهو جسم مضاد يُستخدم لعلاج مرض الزهايمر، لكن بشرط أن يُعطى للمرضى في المراحل المبكرة فقط. يُعتبر هذا الاعتماد الأول من نوعه في دول الاتحاد الأوروبي، حيث يستهدف العقار التغيرات البيولوجية في الدماغ المرتبطة بالزهايمر، بدلاً من معالجة الأعراض بشكل تقليدي، مثل فقدان الذاكرة أو الارتباك.

تركيز على ترسبات الأميلويد المرتبطة بالزهايمر

مختلفاً عن العلاجات التقليدية التي تركز على تحسين الذاكرة لفترة قصيرة، يعمل "ليكانيماب" على استهداف ترسبات بروتين الأميلويد في الدماغ، وهي ترسبات تُعتبر مرتبطة بتدهور القدرات المعرفية لدى المصابين بالزهايمر. أظهرت الدراسات السريرية، التي استمرت لمدة 18 شهراً، أن المرضى الذين تلقوا العلاج شهدوا تباطؤاً في تدهور الإدراك.

استخدمت الدراسات مقياس تصنيف الخرف لتقييم النتائج، حيث أظهرت مجموعة "ليكانيماب" تراجعاً بمقدار 1.22 نقطة مقارنةً بتراجع 1.75 نقطة في المجموعة الأخرى، مما يدل على وجود فارق واضح في الأداء الإدراكي بين المجموعتين.

فاعلية علاج "ليكانيماب"

على الرغم من المؤشرات الإيجابية للعقار، فإنه لا يمكن اعتباره علاجاً نهائياً لمرضى الزهايمر. تقتصر فاعلية "ليكانيماب" على إبطاء تقدم المرض في مراحله المبكرة فقط، ولا يستطيع إصلاح الأضرار العصبية التي تعرض لها المريض سابقاً. وفقاً للوكالة الأوروبية للأدوية، فإن تأثير العقار يبقى محدوداً في منع التدهور العقلي، ولا يغير المسار النهائي للمرض أو يوقفه بشكل كامل.

شروط دقيقة لتحديد المرضى المؤهلين للعلاج

بحسب ما ذكره موقع "DW"، فقد أشار خبراء من المركز الألماني للأمراض العصبية التنكسية إلى أن عدد المرضى المؤهلين لاستخدام عقار "ليكانيماب" لا يزال محدوداً. يُشترط لتلقي العلاج أن يكون المريض في مرحلة ضعف إدراكي بسيط ناتج عن الزهايمر، وأن لا يحمل طفرات جينية قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل التورم أو النزيف في الدماغ.

رغم هذه الشروط، يرى الكثير من الباحثين أن الموافقة الأوروبية على "ليكانيماب" تمثل خطوة مهمة نحو توسيع مفهوم العلاج الموجه للأسباب البيولوجية للزهايمر، مما يبشر بمستقبل واعد في مكافحة هذا المرض.
عائلة شاكر باشا مدبلج الحلقة 61