نظام ذكاء اصطناعي لكشف ضعف الإدراك المبكر
توصل فريق من الباحثين إلى نظام مبتكر يعمل بالذكاء الاصطناعي، يهدف إلى الكشف عن العلامات المبكرة لتدهور الدماغ. هذا النظام يعد أداة قوية في تحديد الأشخاص الذين قد يكونون عرضة للإصابة بالخرف أو مرض الزهايمر، مما يفتح آفاق جديدة في مجال الرعاية الصحية.
يعتمد هذا النظام الفريد على تحليل بعض جوانب الأداء الحركي للأفراد من كبار السن، بما في ذلك توازنهم وقدرتهم على الحركة أثناء الوقوف والمشي، بالإضافة إلى كفاءتهم في النهوض من وضعية الجلوس.
دقة عالية في الكشف عن ضعف الإدراك الخفيف
وفقًا لتقرير نشرته "هيلث داي"، يمكن للنظام المحمول الجديد اكتشاف الأشخاص الذين يعانون من ضعف إدراكي خفيف بدقة تصل إلى 83%. يُعتبر هذا النوع من الضعف أحد المؤشرات المبكرة التي قد تنذر بتطور الخرف أو مرض الزهايمر.
يعتمد النظام على تحليل بيانات مأخوذة من الأنشطة الحركية اليومية مثل المشي والوقوف، حيث يراقب التغيرات الدقيقة في الأداء الحركي التي قد تشير إلى وجود مشكلات في الإدراك أو تدهور الدماغ.
العلاقة بين الوظائف الحركية والإدراك
أوضح الدكتور ترينت غيس، كبير الباحثين في الدراسة من جامعة ميسوري، أن المناطق الدماغية المسؤولة عن الوظائف الحركية تتداخل بشكل كبير مع تلك المسؤولة عن الإدراك. وهذا يعني أنه عندما يحدث ضعف في أحد الجانبين، فإن الآخر يتأثر أيضًا.
وأضاف: "يمكن أن تكون هذه التغيرات دقيقة للغاية، مثل توازن الجسم أثناء المشي، والتي قد لا تكون واضحة للمراقبين العاديين، لكن جهازنا الجديد قادر على رصدها بفعالية."
طريقة الاختبار: تقنيات متطورة للكشف المبكر
لإجراء الاختبار، استخدم الباحثون كاميرا متقدمة ولوحة قياس القوة لقياس الضغط والتوازن أثناء أداء كبار السن للأنشطة الحركية.
وقد طُلب من 19 مسنًا يعانون من ضعف إدراكي خفيف تنفيذ مجموعة من الأنشطة مثل الوقوف والمشي والنهوض، مع احتساب فواصل زمنية محددة. وتم مقارنة النتائج مع مجموعة أخرى من 28 مسنًا لا يعانون من أي مشاكل إدراكية، مما أتاح فحصًا دقيقًا للاختلافات بين المجموعتين.
تقنيات الذكاء الاصطناعي لرصد الاختلافات الدقيقة
أشار الدكتور جيمي هول، الباحث المشارك في الدراسة، إلى أن النظام يمكنه اكتشاف إذا كان الشخص يمشي ببطء أو يواجه صعوبة في اتخاذ خطوات واسعة نتيجة لتدهور الإدراك.
فريد 3 مدبلج الحلقة 491
وأضاف أن التقنية قادرة على قياس الاختلافات الدقيقة مثل التوازن والميل نحو السقوط، أو بطء الحركة عند محاولة النهوض من وضعية الجلوس، وهي أمور لا يمكن قياسها بسهولة باستخدام طرق تقليدية مثل ساعة التوقيت.
المستقبل: استخدام النظام في بيئات متنوعة
يركز الفريق البحثي على تطوير النظام لتمكين استخدامه في بيئات متعددة، مثل دور الرعاية، والعيادات، والمراكز المجتمعية، ومرافق رعاية كبار السن.
الهدف هو جعل هذه التقنية أداة شائعة للكشف المبكر عن تدهور الدماغ، مما يوفر فرصة أفضل للتدخل المبكر. يُعتبر هذا النظام المحمول المبتكر خطوة كبيرة نحو تحسين تشخيص تدهور الدماغ في مراحله المبكرة، مما يمكّن المختصين من تقديم رعاية أفضل للأشخاص المعرضين للإصابة بالخرف أو الزهايمر.