شريحة ذكاء اصطناعي مبتكرة لتحسين الأداء
يستمر المهندسون في البحث والتطوير لإيجاد طرق جديدة لدمج الذكاء الاصطناعي مع أحدث التقنيات. ومن بين هذه الابتكارات المثيرة، تم الكشف عن شريحة ذكاء اصطناعي متطورة قادرة على التحكم في الضوء. هذه الشريحة، التي تعتبر صغيرة للغاية، يمكن أن تُركب في نهاية الألياف الضوئية، ومع ذلك، فإنها تحتفظ بقدرتها على معالجة المعلومات بسرعة الضوء.
طريقة عمل الشريحة
كما ورد في مقال نشر في جريدة النهار، فإن الحوسبة التقليدية تعتمد على الدوائر الإلكترونية التي تتطلب كميات كبيرة من الطاقة، مما يؤدي إلى تأخيرات نتيجة الوقت المستغرق لمعالجة البيانات. لكن الشريحة الجديدة تعمل بشكل مختلف، حيث تستخدم "الشبكة العصبية الحيودية".
استند المهندسون في تطوير هذه التكنولوجيا إلى أبحاث سابقة أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس عام 2018، والتي أثبتت لأول مرة القدرة الفائقة للشبكات العصبية الحيودية. ومن خلال هذه التقنية، أصبح بالإمكان تحسين سرعة معالجة البيانات بشكل كبير باستخدام ضوء نفسه.
تحسين التصميم وتقليل استهلاك الطاقة
وفقاً لدراسة حديثة نُشرت في مجلة Nature Photonics، تم تصغير حجم هذه الشريحة لتناسب طرف الألياف الضوئية، مما يتيح معالجة فورية للبيانات مع استهلاك طاقة ضئيل جداً. بفضل قدرتها على تسخير الضوء، تستطيع هذه الشريحة معالجة البيانات بشكل أسرع بتريليونات المرات مقارنةً بأجهزة الذكاء الاصطناعي التقليدية، وكل ذلك مع استهلاك جزء بسيط جداً من الطاقة.
بدلاً من الانتظار ليفسر الكمبيوتر الإشارات الضوئية، تقوم شريحة الذكاء الاصطناعي بإجراء الحسابات مباشرة أثناء انتقال الضوء من خلالها، مما يمكّن من تحقيق نتائج فورية.
التطبيقات المحتملة لهذه الشريحة
يمثل هذا التطور قفزة نوعية في العديد من المجالات التقنية، بما في ذلك التصوير الطبي، والاتصالات الكمومية، والحوسبة المتقدمة. على سبيل المثال، يمكن استخدام هذه الشريحة في الكاميرات التنظيرية الصغيرة، مما يتيح للأطباء رؤية أدق التفاصيل داخل جسم الإنسان بوضوح أكبر.
علاوة على ذلك، يمكن دمج هذه الشريحة مع الأنظمة الفوتونية الكمومية، مما يفتح الأبواب لتقدم هائل في مجال الحوسبة الكمومية.
التحديات التي تواجه الشريحة
على الرغم من إمكاناتها المذهلة، فإن هذه الشريحة تواجه بعض العقبات. من أبرز هذه التحديات أن الفروق في عمليات التصنيع قد تؤدي إلى تباين في الأداء. كما أن تصميمها الثابت يعني أنها تحتاج إلى تخصيص لكل مهمة بشكل منفصل، مما يجعل توسيع نطاق إنتاجها أمراً صعباً.
ومع ذلك، يؤكد الباحثون أن التغلب على هذه التحديات سيستغرق وقتاً، لكنه ليس مستحيلاً. بالنظر إلى التطورات الأخرى في مجال الذكاء الاصطناعي - مثل تصميم رقائق الكمبيوتر باستخدام الذكاء الاصطناعي واختبار قدرتها على محاكاة الإدراك الذاتي - يبدو أن هذه التكنولوجيا قد تصبح شائعة أكثر في المستقبل القريب.
حب زواج طلاق الحلقة 5