الألوان الصناعية وتأثيرها على صحة الأطفال

على الرغم من تنوع الخيارات الغذائية المتاحة في الأسواق، إلا أن العديد من الأطعمة، وخاصة تلك المخصصة للأطفال، تحتوي على ألوان صناعية قد تشكل تهديدًا لصحتهم. هذه الألوان التي تهدف إلى جعل الطعام أكثر جاذبية، قد ترتبط بمشاكل صحية متعددة. لذلك، يُعتبر من الضروري أن يكون الآباء على دراية بهذه المخاطر وأن يتخذوا قرارات غذائية واعية لأطفالهم.

أكثر الألوان الصناعية شيوعًا في الأطعمة

تشير دراسة أجريت في عام 2016 ونُشرت في مجلة الطب السريري للأطفال إلى أن أكثر من 40% من 810 منتجات تم تحليلها تحتوي على ألوان صناعية. وتعتبر الألوان الحمراء (رقم 40) والزرقاء (رقم 1) والصفراء (رقم 5 و6) هي الأكثر شيوعًا. وقد أظهرت الدراسة أن الحلويات والوجبات الخفيفة بنكهة الفاكهة ومخاليط المشروبات هي الأكثر استخدامًا لهذه الألوان.

على الرغم من أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تعتبر هذه الألوان آمنة بشكل عام، إلا أن هناك قلقًا متزايدًا بشأن ردود الفعل التحسسية المحتملة وآثارها الصحية على المدى الطويل. كما أشارت بعض الأدلة العلمية إلى وجود رابط بين الألوان الصناعية وزيادة فرط النشاط والمشاكل السلوكية عند الأطفال، على الرغم من أن النتائج كانت مختلطة.

المخاطر المحتملة للألوان الصناعية على الأطفال

إليك بعض المخاطر المحتملة:

ردود الفعل التحسسية والربو

وجدت بعض الدراسات صلة محتملة بين بعض الأصباغ الغذائية وزيادة خطر الإصابة بالحساسية والربو لدى الأطفال. بينما تعتبر الآثار قصيرة الأمد لهذه الأصباغ طفيفة، فإن تأثيراتها طويلة الأمد لا تزال قيد البحث.

المشكلات السلوكية

هناك أدلة متزايدة تشير إلى أن استهلاك الأصباغ الغذائية قد يؤدي إلى تفاقم المشكلات السلوكية، خاصة لدى الأطفال الذين يعانون من اضطرابات سلوكية مثل ADHD. دراسة أجريت عام 2022 من قبل مكتب تقييم مخاطر الصحة البيئية في كاليفورنيا وجدت صلة بين استهلاك الأصباغ الغذائية والنتائج السلوكية الضارة.

التأثير على الجهاز العصبي

تشير بعض الدراسات إلى أن الأصباغ الغذائية قد تؤثر سلبًا على وظائف الجهاز العصبي، مما قد يؤثر على الانتباه وسلوك الأطفال. لذلك، يُنصح بتقليل استهلاك الأطعمة المصنعة التي تحتوي على أصباغ صناعية.
بهار الحلقة 23

بدائل صحية للألوان الصناعية للأطفال

بدلاً من الاعتماد على الألوان الصناعية، يمكنك اختيار الأصباغ الغذائية الطبيعية المستخرجة من الفواكه والخضراوات، مثل مسحوق البنجر والكركم ومستخلص السبانخ. هذه البدائل ليست فقط آمنة، بل قد توفر فوائد غذائية إضافية، على الرغم من أن شدة واستقرار الألوان الطبيعية قد تختلف.

كيف يمكن للآباء الحد من الألوان الصناعية في النظام الغذائي لأطفالهم؟

لتقليل أو تجنب الألوان الصناعية في نظام طفلك الغذائي، ضع في اعتبارك الإرشادات التالية:

اقرأ الملصقات بعناية

تحقق من قوائم المكونات بحثًا عن الألوان الصناعية، وغالبًا ما تُسمى "FD&C" متبوعة برقم.

اختر الأطعمة الكاملة

اختر الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة الطازجة التي تحتوي بشكل طبيعي على ألوان زاهية.

انتبه للأطعمة المصنعة

قلل من استهلاك الوجبات الخفيفة والحلويات والمشروبات المصنعة التي غالبًا ما تحتوي على أصباغ صناعية.

استكشف البدائل الطبيعية

ابحث عن المنتجات الموصوفة بأنها "ملونة بشكل طبيعي" أو تلك التي تستخدم الأصباغ الغذائية الطبيعية.

استشر طبيب الأطفال

إذا كانت لديك مخاوف بشأن نظام طفلك الغذائي أو الحساسية المحتملة للأصباغ الغذائية، فلا تتردد في استشارة اختصاصي الرعاية الصحية.