كنوز البحرين الأثرية: حلي ومجوهرات قديمة

تستمر حملات التنقيب في تلال مدافن البحرين الأثرية في كشف النقاب عن مجموعة مذهلة من اللُّقَى التي تعود إلى عصور قديمة. ومن بين هذه الاكتشافات الفريدة، تم العثور على مجموعة رائعة من الحلي والمجوهرات التي أُضيفت إلى متحف البحرين الوطني في المنامة، حيث تعكس هذه القطع جزءًا مهمًا من تاريخ البحرين الغني.
زهور الدم الحلقة 320

الحُلي والمجوهرات.. جزء من تاريخ البحرين القديم

تعود هذه الحلي إلى الفترة التاريخية التي كانت تُعرف فيها البحرين باسم "تايلوس"، وهي حقبة استمرت لستة قرون، شهدت خلالها البحرين تطورًا ثقافيًا ملحوظًا. تشير المكتشفات الأثرية إلى تنوع ثقافي كبير، حيث تم العثور على أواني فخارية وزجاجية جميلة، إلى جانب مجموعة متنوعة من الحلي التي تضم العقود والأساور والخواتم والأقراط.

الطابع الجنائزي والعقائد المرتبطة بالموتى

على الرغم من أن الحلي لم تحمل طابعًا جنائزيًا واضحًا، فإن موقعها ضمن القبور يشير إلى أنها كانت جزءًا من الزينة الجنائزية التي ترافق الموتى في رحلتهم الأخيرة. وهذا يعكس اعتقاد المجتمع بأن الحياة تستمر في العالم الآخر، حيث كان يُدفن الميت بأثمن ملابسه وأفضل زينته، بما في ذلك الحلي التي ارتدتها النساء والرجال والأطفال.

الأحجار الكريمة وأدوات الزينة

تشمل مجموعة الحلي المكتشفة العديد من الأحجار الكريمة، مثل الجَمَشْت، المعروف بلونه البنفسجي السماوي، والعقيق بألوانه المتعددة، بالإضافة إلى اللآلئ التي كانت تُستخرج من جزيرة تايلوس. كما تم العثور على أدوات زينة مثل أنابيب الكحل والأمشاط النسائية، مما يشير إلى أهمية الزينة في تلك الحقبة.

الأنماط الفنية والتصويرية في الحلي

تتميز الحلي المستخرجة من مقابر البحرين بتنوعها بين الأنماط التجريدية والتصويرية. ومن أبرز القطع التي تعكس الطابع التصويري، الحِرْز المصوغ على شكل عناقيد العنب، والذي وُجد في مقابر مثل كرانة وسار، حيث يمثل رمزًا للخصوبة في ثقافات الشرق الأدنى.

الذهب... الحلي الأكثر تميزًا

تعتبر أقراط الأذن الذهبية المرصعة بالأحجار الكريمة من أبرز الاكتشافات التي تم العثور عليها في مقبرة الشاخورة. تتميز هذه الأقراط بتصميم فريد، حيث تتكون من ثلاثة عناصر مترابطة، بما في ذلك تمثال صغير لإيروس، إله الحب اليوناني، الذي يظهر في مشهد مألوف من الفن الهلنستي.

خاتم مزخرف بتقنيات متقنة

كما تم العثور على خاتم ذهب يحمل حجرًا نفيسًا نُحت على شكل وجه إنسان، يتبع الطراز قميو الذي اشتهر في الفنون الفاخرة عبر العصور. تمثل هذه القطع من مقبرة الشاخورة ومقبرة أبو صيبع دقة الفن القديم في البحرين، حيث تُظهر صورة رجل حليق الذقن مكللًا برباط حول رأسه.