حظر تطبيقات التواصل الاجتماعي للأطفال
أوصت لجنة برلمانية فرنسية متخصصة بدراسة الآثار النفسية لتطبيقات التواصل الاجتماعي بفرض حظر شامل على استخدام هذه المنصات للأطفال دون سن الخامسة عشر. كما دعت إلى تشديد القيود على الفئة العمرية بين 15 و18 عامًا، في خطوة تهدف إلى حماية المراهقين من المخاطر المرتبطة بالإدمان والتنمر الإلكتروني والمحتويات الضارة التي قد تهدد حياتهم.
توصيات مثيرة للجدل
أشار التقرير الذي صدر يوم الخميس إلى ضرورة منع الأطفال دون الخامسة عشر من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كامل. بينما يُسمح للمراهقين بين 15 و18 عامًا باستخدام هذه المنصات، ولكن وفقًا لضوابط صارمة، أبرزها منع الدخول إلى التطبيقات بين العاشرة مساءً والثامنة صباحًا.
وفي هذا السياق، أكدت مقررة اللجنة، النائبة لور ميلر، لوكالة فرانس برس أن هذا الحظر سيوصل رسالة واضحة إلى الأطفال وأولياء الأمور مفادها أن هذه المنصات "ليست آمنة قبل سن الخامسة عشر".
قصص مأساوية وراء القرار
تشكلت اللجنة في مارس الماضي بعد أن قامت سبع عائلات برفع دعاوى قضائية ضد "تيك توك" في أواخر عام 2024، بسبب تعرض أبنائها لمحتويات خطيرة دفعت بعضهم إلى الانتحار. ومن بين الشهادات المؤثرة، تبرز قصة جيرالدين (52 عامًا) التي فقدت ابنتها بينيلوب في عمر الثامنة عشر، بعدما اكتشفت أنها كانت تشاهد وتنشر مقاطع تتعلق بإيذاء النفس على "تيك توك". وتقول الأم المكلومة: "من الصعب علينا كآباء ضبط كل ذلك".
موقف المنصات
من جانبها، تؤكد "تيك توك" أنها تعطي أولوية قصوى لسلامة المستخدمين اليافعين، مشيرةً إلى أنها تزيل أكثر من 95% من المحتوى غير اللائق خلال 24 ساعة من نشره، و90% منه قبل أن يتم مشاهدته.
السعادة العائلية الحلقة 9
نحو تشريع أوسع
لم تتوقف التوصيات عند هذا الحد، حيث دعت اللجنة إلى اتخاذ خطوات أكثر جدية عبر منع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمن هم دون 18 عامًا بالكامل إذا لم تلتزم المنصات بواجباتها القانونية، لا سيما وفق قانون الخدمات الرقمية الأوروبي، في غضون ثلاث سنوات.
كما اقترحت اللجنة استحداث جريمة جديدة تحت مسمى "الإهمال الرقمي" لمحاسبة الآباء غير المسؤولين عن مراقبة أبنائهم، بالإضافة إلى إطلاق حملة إعلامية واسعة للتوعية بمخاطر الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي.