-

سرطان الثدي: خيارات العلاج وواقع الجراحة

(اخر تعديل 2024-10-22 10:11:27 )
بواسطة

في عالم اليوم، أصبح الوعي حول سرطان الثدي وأهمية العلاج المبكر أحد الأركان الأساسية للصحة العامة. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه العديد من النساء اللواتي يرفضن الخضوع للعلاج الجراحي. تتأثر هذه القرارات بمجموعة من العوامل النفسية والاجتماعية، مثل الضغوط النفسية والرغبة في الحفاظ على الشكل الخارجي للجسم، والخوف من التدخلات الجراحية.
حكاية ليلة الحلقة 8

هل رفضُ الجراحة خيار مُتاح؟

تجسّد قصة "أناندا لويس"، المراسلة السابقة في قناة MTV الأمريكية، هذا الصراع بوضوح. حيث أعلنت لويس في تصريح مؤثر أنها اختارت عدم الخضوع لعملية استئصال مزدوج للثدي، حتى على الرغم من أنها كانت في المرحلة الثالثة من مرض السرطان. اعتقدت أن التحول إلى نمط حياة صحي، بما في ذلك تغيير النظام الغذائي و تحسين جودة النوم، سيكون كافيًا للتغلب على المرض. لكنها أدركت لاحقًا أن السرطان قد انتشر في جسمها، مما دفعها إلى دخول المرحلة الرابعة من سرطان الثدي.

استئصال الورم أم الثدي كاملاً؟

يتوقف القرار بشأن استئصال الورم أو الثدي بالكامل على عدة عوامل. وفقًا لمجلة هارفرد، يمكن أن يكون استئصال الورم خيارًا مناسبًا إذا كان الورم صغيرًا نسبيًا مقارنة بحجم الثدي وموقعه يسمح بذلك، بالإضافة إلى رغبة المريضة في الحفاظ على شكل الثدي. ولكن في حالات أخرى، قد يكون من الضروري استئصال الثدي بالكامل لتقليل خطر عودة السرطان أو انتشاره في المستقبل.

متى يُوصى باستئصال الثدي بدلًا من الورم؟

تُعتبر نسبة "حجم الورم بالنسبة لحجم الثدي" من العوامل الحاسمة في اتخاذ القرار. كما أكدت الدكتورة دورين أغنيس، أخصائية الأورام الجراحية، أن الأطباء غالبًا ما يُفضلون الجراحة كخيار علاجي رئيسي. من المرحلة الأولى إلى الثالثة، يمكن علاج سرطان الثدي، لكن بعد ذلك، لا يوجد أي سيناريو يمكن فيه تجاوز الجراحة.

في بعض الحالات، قد يُوصى باستئصال الثديين كإجراء وقائي، خاصة للأشخاص الذين لديهم طفرات جينية معينة، مثل BRCA. حيث تشير الإحصائيات إلى أن خطر الإصابة بسرطان الثدي مدى الحياة يصل إلى 80% للأشخاص الذين يحملون مثل هذه الطفرات.

ما مخاطر الامتناع عن إجراء جراحة لعلاج سرطان الثدي؟

توضح الدكتورة داونز كانر أن هناك أنواعًا من سرطان الثدي تنمو ببطء، بينما توجد أنواع أخرى تتميز بقدرتها على الانتشار بشكل أسرع. وبالتالي، فإن رفض المريضة لإجراء استئصال الورم أو الثدي يزيد بشكل كبير من مخاطر انتشار السرطان. الدراسات، بما في ذلك دراسة أجريت عام 2005، أظهرت أن النساء اللواتي رفضن العلاج الجراحي كانت فرص نجاتهن أقل بكثير مقارنة بالنساء اللواتي خضعن للجراحة.

تؤكد الدكتورة أغينيس على أهمية إبقاء مريضاتها على دراية كاملة عندما يقررن اختيار الطب البديل بدلًا من الجراحة، وتوصي بالعودة لإعادة التقييم بعد فترة، حتى لو لم تكن النتائج جيدة.

في الختام، يجب على النساء أن يكنّ واعيات تمامًا لخياراتهن الصحية وأن يتحدثن مع الأطباء لفهم تأثير قراراتهن في مواجهة سرطان الثدي. فالتوعية المستمرة والمعلومات الدقيقة تلعبان دورًا حيويًا في تحسين النتائج الصحية.