أزمة الرعاية الصحية في بريطانيا تتفاقم

في مشهد يعكس التحديات الكبيرة التي يواجهها قطاع الرعاية الصحية في بريطانيا، قام أحد المؤسسات الصحية بالإعلان عن وظيفة جديدة تحت مسمى "طبيب رعاية الممرات". هذه الخطوة ليست مجرد ابتكار جديد، بل تعكس عمق الأزمة التي تعاني منها أقسام الطوارئ في المستشفيات البريطانية.

الإعلان، الذي أثار ردود فعل متباينة بين الأوساط الطبية والاجتماعية، جاء كرد فعل على ارتفاع عدد المرضى الذين يُتركون لساعات طويلة في الممرات بسبب نقص الأسرة وزيادة التأخير في الخروج من المستشفيات.

إعلان يثير القلق

في خطوة غير معتادة، نشرت مؤسسة University Hospitals Sussex NHS Foundation Trust إعلانًا وظيفيًا يحدد دور طبيب مسؤول عن رعاية المرضى في ممرات قسم الطوارئ. وأكدت المؤسسة أن هذا الوضع أصبح "طبيعيًا" في مستشفاهم، مما يعكس عمق الأزمة التي يعاني منها القطاع الصحي.

الهدف المعلن من هذه الوظيفة هو تحسين جودة الرعاية المقدمة لكبار السن، الذين يُجبرون على الانتظار في الممرات لفترات طويلة دون الحصول على الرعاية المطلوبة.

وقد حذر الدكتور أدريان بويل، رئيس الكلية الملكية لطب الطوارئ، من أن مجرد وجود مثل هذه الوظيفة في النظام الصحي يعد "اتهامًا مخيفًا" يعكس الضغوط الهائلة التي يعاني منها قطاع الصحة.

وأضاف: "رعاية المرضى في الممرات ليست حلاً، بل هي علامة على أزمة عميقة. عندما يصبح هذا هو الواقع، فإن كرامة المريض وسريته وسلامته معرضة للخطر".

أزمة طوارئ متفاقمة

تأتي هذه الأنباء في وقت تعاني فيه أقسام الطوارئ في بريطانيا من ضغط غير مسبوق، حيث تقترب حالات الإصابة بفيروس نوروفيروس من مستويات قياسية.

تشير الإحصاءات إلى أن أعداد المرضى الذين يعانون من هذا الفيروس في المستشفيات البريطانية قد ارتفعت بنسبة 150% مقارنة بالعام الماضي، مما زاد من الضغط على موارد هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS).

ووفقًا لأحدث البيانات، فإن نسبة إشغال أسرّة المستشفيات بلغت 95.3%، مما يعني أن عددًا كبيرًا من المرضى يبقون في المستشفيات رغم عدم حاجتهم الطبية لذلك، بسبب نقص خدمات الرعاية المجتمعية وضعف نظام الخروج من المستشفيات.
حكاية ليلة مترجم الحلقة 24

دعوات للحل قبل الانهيار

حثّ الأطباء والخبراء الحكومة على اتخاذ تدابير عاجلة لمعالجة هذه الأزمة المتفاقمة، مؤكدين أن الحل لا يكمن في توظيف أطباء لرعاية المرضى في الممرات، بل في زيادة عدد الأسرة وتحسين إجراءات خروج المرضى لضمان توفر الأماكن للمرضى الجدد.

وفي هذا السياق، صرح وزير الصحة البريطاني ويس ستريتنج: "نحن ندرك حجم الضغوط الهائلة التي يواجهها القطاع الصحي، وقد بدأنا اتخاذ خطوات للتخفيف من هذه الأزمة، لكننا بحاجة إلى إصلاحات جذرية لضمان مستقبل أفضل للخدمات الصحية".