-

الاحتراق الوظيفي: 12 مرحلة لفهمه

(اخر تعديل 2024-12-18 10:11:54 )
بواسطة

في العصر الحديث، أصبح الاحتراق الوظيفي أحد أبرز التحديات النفسية التي يواجهها الكثيرون. ليست مجرد حالة من التعب، بل هي تجربة معقدة تتسم بالإجهاد العاطفي والجسدي. هذا الأمر يتطلب منا فهم المراحل التي يمر بها الأشخاص قبل أن يصلوا إلى هذه الحالة السلبية.

استنادًا إلى الأبحاث التي أجراها عالم النفس هربرت فريدنبرجر وزملاؤه، يظهر أن الاحتراق الوظيفي يتطور عبر 12 مرحلة متداخلة. دعونا نستعرض هذه المراحل لنتمكن من التعرف على الأعراض والعمل على معالجتها في وقت مبكر.

الاحتراق الوظيفي.. 12 مرحلة لاكتشافه قبل فوات الأوان

يمر الموظف بعدة مراحل قبل أن يكتشف أنه يعاني من الاحتراق الوظيفي، وفقًا لما ذكره الأخصائي الاجتماعي ميلودي وايلدينغ في مقال منشور على موقع Forbes. هذه المراحل هي:

المرحلة الأولى.. الطموح المفرط

تبدأ رحلة الاحتراق الوظيفي غالبًا بشغف وحماس تجاه العمل. لكن هذا الحماس قد يتحول إلى ضغط داخلي يدفع الشخص إلى إثبات ذاته، حيث يشعر بأنه مضطر دائمًا لتحقيق المزيد وبسرعة. هذا الطموح الزائد يمكن أن يصبح عبئًا نفسيًا يؤدي إلى استنزاف الطاقة ببطء.

المرحلة الثانية.. العمل بشكل مُفرط

مع تزايد المهام ورغبة الفرد في التفوق، يبدأ العمل بالتسلل إلى الحياة الشخصية. يستمر الشخص في أداء واجباته حتى بعد ساعات العمل الرسمية، ويميل إلى الشعور بالرضا عندما يُشاد بإخلاصه. لكن هذا الانغماس يجعل الانفصال عن العمل أمرًا صعبًا، مما يمهد الطريق لمزيد من الإجهاد.

المرحلة الثالثة.. إهمال الاحتياجات الشخصية

في هذه المرحلة، يبدأ الفرد بتجاهل احتياجاته الخاصة، ويضع احتياجات الآخرين في المقدمة. قد يتجاهل النوم المنتظم، ويتخطى الوجبات، ويقلل من الأنشطة الترفيهية. هذا الإهمال يؤدي إلى تأثيرات سلبية مباشرة على الصحة، مثل زيادة الوزن، والأرق، وضعف التركيز.

المرحلة الرابعة.. إنكار المشكلات

مع التركيز المبالغ فيه على العمل، يتم تجاهل التحديات الشخصية أو المهنية. يبدأ الفرد في تجنب التفكير في مشكلاته، ويعيد توجيه انتباهه إلى مسؤولياته المهنية. هذا الإنكار يؤدي إلى زيادة الشعور بالتوتر والقلق، مما يزيد من تفاقم المشكلة.

المرحلة الخامسة.. تغيير القيم

تبدأ القيم الشخصية في التحول بشكل ملحوظ خلال هذه المرحلة. يصبح العمل هو الأولوية القصوى، وتفقد العلاقات الاجتماعية والهوايات أهميتها. تُعتبر العناية الذاتية شيئًا غير ضروري، ويصبح النجاح المهني هو المصدر الوحيد لتقدير الذات.

المرحلة السادسة.. إنكار المشكلات الجديدة

مع استمرار التغيرات السلبية، يبدأ الشخص في رؤية الآخرين بشكل سلبي. قد ينظر إلى زملائه على أنهم كسالى، أو يعتقد أن العملاء يطالبون بالكثير. هذا يؤدي إلى تصاعد مشاعر السخرية وفقدان التعاطف.

المرحلة السابعة.. الانسحاب

يبدأ الشخص في الابتعاد عن العلاقات الاجتماعية. يصبح الوقت الذي يقضيه في التواصل مع الآخرين محدودًا للغاية، وغالبًا ما تكون المحادثات مرتبطة بالعمل فقط. هذا العزل يعمق مشاعر الوحدة لديه.

المرحلة الثامنة.. التأثير على الآخرين

في هذه المرحلة، يلاحظ الأصدقاء والعائلة تغيرات ملحوظة في سلوك الفرد. يصبح أكثر عصبية وسرعة في الانفعال، مما يؤثر سلبًا على علاقاته. قد يصل الأمر إلى نسيان مواعيد مهمة أو إهمال المسؤوليات الشخصية.
الأمل لا يمكن تقييده مدبلج الحلقة 28

المرحلة التاسعة.. الشعور بالاغتراب

يشعر الشخص وكأنه يعيش خارج جسده، يراقب حياته من مسافة بعيدة. يفقد الحماس الذي كان يشعر به تجاه عمله، ويصبح أكثر سلبية أو لا مبالاة تجاه المسؤوليات اليومية.

المرحلة العاشرة.. الفراغ الداخلي

يتصاعد الشعور بعدم القيمة وفقدان الهدف. يبدأ الفرد بالتفكير في الهروب من العمل أو حتى تغيير مهنته. قد يلجأ إلى وسائل غير صحية للتأقلم، مثل الإفراط في تناول الطعام أو الكحول.

المرحلة الحادية عشرة.. الاكتئاب

تتحول الحياة إلى تجربة خالية من الألوان، حيث يشعر الفرد بالإرهاق النفسي والعاطفي الشديد. يتجلى غياب المعنى أو الغرض، ويصبح العمل عبئًا ثقيلًا بلا أي متعة.

المرحلة الثانية عشرة.. الانهيار التام

عند الوصول إلى هذه المرحلة، قد يعاني الشخص من انهيار جسدي أو نفسي يتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا. يحتاج الكثيرون في هذه المرحلة إلى إجازة طويلة من العمل لإعادة بناء حياتهم.

كيف تتعرف على المرحلة التي تمر بها؟

من المهم أن تأخذ لحظة لتقييم حالتك الحالية. هل تشعر أنك في إحدى هذه المراحل؟ الاحتراق الوظيفي ليس عملية خطية؛ قد تجد نفسك تنتقل بين المراحل المختلفة. بمجرد التعرف على الأعراض، يصبح من الضروري اتخاذ خطوات عملية للتعامل معها قبل أن تتفاقم.