-

كادبوري تفقد امتيازها الملكي بعد 170 عاماً

(اخر تعديل 2024-12-24 18:35:34 )
بواسطة

في حدث غير مسبوق، فقدت شركة كادبوري البريطانية الشهيرة امتيازها الملكي للمرة الأولى منذ 170 عاماً. هذا الحدث يعد بمثابة نقطة تحول تاريخية في مسيرة الشركة التي ارتبطت بعلاقات وثيقة مع العائلة المالكة البريطانية.

تعود جذور الامتياز الملكي الذي حصلت عليه كادبوري إلى عام 1854، عندما منحته الملكة فيكتوريا للشركة تقديراً لجودة منتجاتها المتميزة من الشوكولاتة والكاكاو. ومع ذلك، لم يتم تجديد هذا الامتياز في عهد الملك تشارلز الثالث، مما أثار مشاعر خيبة الأمل لدى الشركة.

خسارة تاريخية وتأثير اقتصادي

أعربت شركة موندليز إنترناشيونال، المالكة لكادبوري، عن دهشتها وخيبة أملها من القرار الذي أسفر عن فقدان الامتياز الملكي. وقد اعتبرت الشركة هذه الخطوة بمثابة نهاية لعلاقة تاريخية استمرت طويلاً مع العائلة المالكة.
محمد الفاتح مترجم الحلقة 26

في بيان صادر عن الشركة، أكدت موندليز أنها تشعر بخيبة أمل لكونها واحدة من بين العديد من الشركات التي لم تحصل على تجديد للامتياز، لكنها في الوقت ذاته تفتخر بتاريخها الطويل مع الأسرة المالكة وتحترم القرار الصادر.

وأشار الخبراء إلى أن فقدان الامتياز الملكي قد يؤثر بشكل كبير على العلامة التجارية لكادبوري. فقد يتعين عليها إزالة شعار النبالة الملكي من جميع عبوات منتجاتها، مما قد يؤدي إلى زيادة التكاليف ويؤثر على صورتها كعلامة تجارية مرموقة.

شركات أخرى تواصل الحفاظ على الامتياز

على الرغم من خسارة كادبوري، منح الملك تشارلز الثالث امتيازات ملكية جديدة لـ 386 شركة كانت تحمل الامتياز سابقاً من الملكة إليزابيث الثانية. ومن بين الشركات التي احتفظت بالامتياز، نجد علامات تجارية مرموقة مثل جون لويس، هاينز، ونستله، إلى جانب شركات أخرى مثل Moet & Chandon وWeetabix.

بينما فقدت شركات مثل موندليز ويونيليفر امتيازاتها نتيجة لمراجعات دقيقة تتعلق بأنشطتها التجارية العالمية.

الضغوط والمخاوف بشأن الأنشطة الدولية

أثارت جماعات حقوقية مثل حملة B4Ukraine دعوات لسحب الامتيازات من الشركات التي تواصل العمل في روسيا، مشيرين إلى أن موندليز ويونيليفر لم توقفا أنشطتهما التجارية في البلاد رغم الغزو الروسي لأوكرانيا. هذه الضغوط أضافت بُعداً سياسياً واقتصادياً لقرار الملك تشارلز الثالث.

علامة فارقة في تاريخ كادبوري

تأتي هذه الخطوة في عام الاحتفال بالذكرى المئوية الثانية لتأسيس كادبوري، التي بدأت كشركة صغيرة يديرها مؤسسها جون كادبوري في برمنغهام عام 1824. وقد ازدهرت الشركة بفضل الجهود التي بذلها أبناؤه، حيث أسسوا مصنع بورنفيل الذي أصبح أكبر مصنع للكاكاو في العالم.

في عام 2010، أثارت عملية استحواذ شركة كرافت الأمريكية على كادبوري جدلاً واسعاً في المملكة المتحدة، حيث أبدى الكثيرون قلقهم من فقدان الهوية البريطانية للشركة. ومنذ عام 2012، أصبحت كادبوري جزءاً من قسم موندليز التابع لشركة كرافت.

ختم الموافقة الملكي وتأثيره

وصف البروفيسور ديفيد بيلي من كلية إدارة الأعمال في برمنغهام الامتياز الملكي بأنه "ختم الموافقة" الذي يعزز مكانة الشركات في السوق. وأوضح أن الشركات البريطانية استفادت على مر العقود من الامتيازات الملكية، مما ساهم في تعزيز قدرتها التنافسية وزيادة قيمتها الاقتصادية.