أيام قرطاج لفنون العرائس: فن وحياة
شهدت مدينة الثقافة في تونس افتتاح الدورة السادسة لأيام قرطاج لفنون العرائس، حيث أُقيمت تحت شعار "ماريونات، فن وحياة". وقد تجمع في هذا الحدث أكثر من 100 فنان من 19 دولة، حيث عرضوا مهاراتهم في تصميم وتحريك الدمى، مما أضفى روحًا فنية مميزة على المهرجان.
كان حفل الافتتاح، الذي أخرجه المبدع أسامة الماكني، مخصصًا للأطفال الفلسطينيين، حيث استلهم عرضًا مؤثرًا من قصة الطفل يوسف، التي أثارت تعاطف العالم، بعد أن انتشر مقطع فيديو لوالدته تبحث عنه بكل ألم في أحد مشافي غزة.
رسائل تضامن من خلال الفن
وأشارت مديرة المهرجان، منية عبيد المسعدي، إلى أن هذه الدورة لا تحتفي بالطفل الفلسطيني فقط من خلال الافتتاح، بل أيضًا من خلال الفيلم التحريكي "طرف الخيط"، الذي يعد أول فيلم من إنتاج المركز الوطني لفن العرائس، والذي سيعرض ضمن برنامج أفلام التحريك في السادس من فبراير/شباط.
تكريم رواد فن العرائس
كما شهدت فعاليات الافتتاح تكريم عدد من الشخصيات البارزة في مجال فن العرائس، مثل الفنان مختار المزريقي، وفني الإكسسوارات وسيم مبروك، وصانع العرائس طاهر الدريدي، تقديرًا لإنجازاتهم ومساهماتهم في تطوير هذا الفن الرائع.
أمنية وإن تحققت الحلقة 510
ولم يغفل المهرجان عن تكريم روح الفنان الراحل عبد خمير، الذي يعتبر أحد رواد مسرح الدمى في تونس، والذي ترك بصمة واضحة في قلوب محبي هذا الفن.
عروض فنية تجمع بين التراث والحداثة
تضمن المهرجان عروضًا تفاعلية متنوعة، حيث أبدع طلاب المعهد العالي للفن المسرحي في تصميم دمى عملاقة تحت إشراف الفنان البرازيلي باولو نازارينو، مما أضفى أجواء حماسية على الافتتاح.
أيضًا، قدم الفنان سامي دربز عرضًا غنائيًا راقصًا مستوحى من التراث التونسي، حيث جمع بين الحكايات الشعبية والشخصيات الخيالية، مما أسعد الحضور وأدخل البهجة إلى قلوبهم.
عروض عالمية رغم تحديات الطقس
على الرغم من التحديات التي واجهت الحدث بسبب الأمطار، حيث تم نقل بعض الأنشطة من الساحات الخارجية إلى داخل بهو مدينة الثقافة، إلا أن التفاعل الجماهيري كان كبيرًا. فقد استمتع الحضور بعروض ثقافية متنوعة مثل "التنين الصيني" والدمى المستوحاة من الحضارة المصرية القديمة، التي جابت أرجاء المكان وسط إعجاب الحاضرين.
استمرار الفعاليات حتى 8 فبراير
يستمر المهرجان في تقديم 33 عرضًا مميزًا للأطفال والعائلات، بالإضافة إلى عدد من ورش العمل التدريبية للمتخصصين، حتى الثامن من فبراير. يؤكد هذا الحدث مكانته كواحد من أهم الفعاليات الدولية في عالم مسرح العرائس.