-

تغير عادات السفر عبر الأجيال

(اخر تعديل 2025-09-06 07:11:32 )
بواسطة

لا يخفى على أحد أن عادات السفر قد شهدت تحولاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، بفعل التطورات الكبيرة التي يشهدها العالم، وخاصة مع دخول الذكاء الاصطناعي إلى شتى مجالات الحياة. إضافةً إلى ذلك، فإن التقدم التكنولوجي قد ساهم في تعزيز الأمان في العديد من الدول، مما جعل السفر أكثر سهولة ويسراً لملايين الناس.

تختلف عادات السفر بين الأجيال بشكل واضح، حيث تتأثر هذه العادات بالقيم والظروف التي عاشتها كل جيل. فبينما يرى البعض السفر وسيلة للاسترخاء واستعادة الطاقة، يعتبره آخرون فرصة للاكتشاف والمغامرة، أو حتى لمشاركة لحظات مميزة مع العائلة.

وفقاً لمركز Pew Research Center، يُعرَّف الجيل بأنه مجموعة من الأفراد الذين وُلدوا خلال فترة زمنية تتراوح بين 15 إلى 20 عاماً. ومع حلول عام 2025، ومع ولادة أول مواليد جيل بيتا (المولودون بين عامي 2025 و2039)، سيكون هناك سبعة أجيال مختلفة تعيش معاً، وهو أمر لم يحدث من قبل في التاريخ.
السعادة العائلية الحلقة 9

كيف تختلف العادات بين الأجيال

أوضحت خبيرة السفر ميليسا كروجر في تقرير نشرته منصة Afar، أن شغف السفر والاستكشاف يظل موجوداً بين جميع الأجيال، لكن كل جيل يمتلك طريقته الخاصة في تخطيط رحلاته وتقييم تجاربه، وتحديد مفهوم الرفاهية.

الجيل الناضج (1925–1945)

يُفضل هذا الجيل، الذي يتجاوز أفراده الثمانين من العمر، البقاء في أماكن مألوفة اعتادوا عليها. فهم غالباً ما يتجنبون التنقل بين وجهات متعددة، ويميلون إلى القيام برحلات خاصة مع مرشدين خبراء، مما يضمن لهم تجربة مريحة وآمنة. بالنسبة لهم، السفر ليس مغامرة بل هو لحظة هادئة تعكس تقديرهم للوقت والذكريات المتراكمة.

جيل الطفرة (1946–1964)

هذا الجيل، الذي وُلِد بعد الحرب العالمية الثانية، يتمتع بالوقت والموارد المالية لاستكشاف العالم. يسعى لتحقيق أحلام قديمة مثل رؤية الشفق القطبي أو القيام بجولات خاصة في أماكن بعيدة. يفضلون الراحة والرفاهية، وغالباً ما يسافرون بصحبة العائلة، مما يجعل من السفر مناسبة عائلية خاصة.

جيل إكس (1965–1979)

يمتاز هذا الجيل بدقته في التخطيط وحرصه على اختيار الرحلات بعناية. بسبب التزامات العمل والعائلة، يمتلكون وقتاً محدوداً للإجازات، لذا يسعون لجعل كل رحلة منظمة وسلسة. غالباً ما يفضلون الرحلات الثقافية والأصيلة، بعيداً عن السياحة التقليدية.

جيل الألفية (1980–1994)

يُعتبر هذا الجيل أول من نشأ في عصر الإنترنت والهواتف الذكية، مما جعلهم يجمعون بين التكنولوجيا والخدمات الشخصية في تخطيط رحلاتهم. يعتمدون على المنصات الرقمية، وأحياناً يلجأون إلى مستشارين سياحيين في المناسبات الخاصة. يبحثون عن تجارب استثنائية، مما يجعل المغامرة والمرونة جزءاً أساسياً من أسلوب سفرهم.

جيل زد (1995–2009)

يعتبر جيل زد السفر فرصة للتواصل والمشاركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. رحلاتهم مليئة بالمغامرات وتجارب الحياة النشطة، مع تركيز على الاستدامة. يفضلون المنتجعات الشاملة التي تتناسب مع روح المكان، وغالباً ما يسافرون بمفردهم، مما يجعل التجربة أكثر انفتاحاً وتفاعلاً.

جيل ألفا (2010–2024)

يمثل جيل ألفا أطفال اليوم وقادة السياحة في المستقبل، وهم متأثرون بشدة بالمحتوى الرقمي. رغم صغر أعمارهم، إلا أن لهم تأثيراً كبيراً على قرارات الأسرة السياحية، حيث يميلون نحو الشواطئ والمنتزهات الترفيهية. مع تقدمهم في العمر، سيساهمون في توجيه السياحة نحو المزيد من الانغماس الثقافي والتعلم العملي.

جيل بيتا (2025–2039)

على الرغم من أن هذا الجيل لا يزال في مرحلة النشوء، فإن التوقعات تشير إلى أنه سيكون لهم تأثير كبير على مستقبل السفر. سيكونون أكثر وعيًا بالبيئة، وسيعتمدون على التكنولوجيا بشكل أكبر، مما يجعل رحلاتهم تتميز بالاستدامة والمرونة.

اختلاف عادات السفر بين الأجيال يعكس التغيرات التي مرت بها المجتمعات، مما أثرى الأنماط والتجارب المتنوعة للسفر. في النهاية، يبقى السفر مساحة للتعلم والمتعة، ومع بروز أجيال جديدة، ستستمر العادات في التطور لمواكبة احتياجات المستقبل.