-

الشيف صدام الدعجة: شغف الطعام والإبداع

(اخر تعديل 2025-02-18 08:35:53 )
بواسطة

منذ نعومة أظافره، كان الشيف صدام الدعجة يبحر في عالم مليء بالشغف والحنين إلى الطعام والنكهات. كان ينسج في مخيلته مزيجًا من الأطباق والألوان، دون أن يدرك أن هذا الشغف سيصبح يومًا ما مهنةً تتطلب الإبداع والتميّز. ومع مرور الزمن، نجح في تقديم تجربة طعام استثنائية، تتجاوز مجرد تناول الوجبات، لتصبح لحظات تعيد تعريف مفهوم التذوق وتجعل للحياة طعماً خاصاً.

المطبخ: فضاء للإبداع والتعبير

يؤكد الشيف الدعجة في مقابلة حصرية مع جريدة النهار أن المطبخ هو أكثر من مجرد مكان للطهي، فهو فضاء للإبداع والتعبير. ويقول: "الأكل ليس مجرد طعمٍ بسيط، بل هو تجربة تنسجم فيها جميع الحواس. المرونة وسرعة البديهة جزء أساسي من هذه التجربة، إذ أن الطعام هو وسيلة للتعبير عن الذات".

يفضل الشيف الدعجة الابتكار على التقليد، حيث لا يتبع أسلوب "النسخ واللصق" في الوصفات، بل يعمل على خلق نكهات جديدة تعبر عن مزيجٍ فني من ثقافات متعددة، مع الحفاظ على هوية كل طبق. ويضيف: "الطبخ هو مزيجٌ من العلم والفن. هو علم لأنه يعتمد على الكيمياء الدقيقة والتوازن بين النكهات ودرجات الحرارة، وهو فن لأنه يتيح للطاهي وضع بصمته الخاصة في كل طبق يقدمه".

الطبخ كأداة لتحسين الصحة النفسية

في السنوات الأخيرة، بدأ العلاج بالطبخ يكتسب شهرة كوسيلة فعالة لتحسين الصحة النفسية. فبجانب كونه فنًا للطهي، يمثل تجربة علاجية تستطيع إعادة التوازن النفسي وتخفيف التوتر، مما يسهم في تحسين المزاج وصحة الروح. وهذا ما يعكسه الشيف الدعجة عندما يقول: "المطبخ هو المكان الذي أعبّر فيه عن نفسي. الطعام ليس مجرد وجبة، بل هو رابط عاطفي. هناك أطباق تريح النفس وتعيد الذكريات الجميلة، مما يمنح الإنسان شعورًا بالسكينة والراحة".

ويتابع: "الطبخ غيّر حياتي بالكامل، فقد بنيت هويتي من خلاله، وجعلته وسيلة للتواصل مع العالم أكثر من كونه مجرد وظيفة".

دراسات تؤكد فعالية الطبخ للصحة النفسية

دراسة نشرتها مجلة "Journal of Positive Psychology" عام 2016 أكدت أن الأنشطة الإبداعية مثل الطهي تساهم في تحسين الصحة النفسية من خلال تعزيز الإحساس بالإنجاز وتوفير لحظات للاسترخاء والتركيز على اللحظة الحالية، مما يُحفز مشاعر السعادة والرضا. وبحسب الدراسة، يتحول الطهي شيئًا فشيئًا إلى وسيلة مبتكرة للتنفيس عن مشاعر سلبية، حيث تنجلي هذه المشاعر بمجرد الانتهاء من إعداد الطبق وتذوقه، ليصبح التذوق هو مانح الإحساس بالإنجاز والتفوق.
رحلة لاكشمي 5 الحلقة 55

تدريجيًا، تبني هذه التجربة ثقة بالنفس كانت مفقودة، وهو ما يعكسه الشيف الدعجة في كل ما يشاركه عبر منصات التواصل الاجتماعي. فمن يتابع الشيف الدعجة على هذه المنصات، يجد نفسه في جوٍ من الألفة والراحة، حيث تنعكس رؤيته الفنية في كل وجبة وكل فكرة يقدمها. وديكور مطبخه يضفي طابعًا دافئًا يعكس روح المنزل، مما يخلق تجربة يشعر المشاهدون من خلالها بالقرب والحميمية، ويزيل كل الحواجز التي يمكن أن تؤدي إلى الانعزال.

ويختتم الشيف الدعجة حديثه بالقول إن استخدام الطهي كوسيلة علاجية نفسية لا يساهم فقط في تخفيف القلق والاكتئاب، بل يعيد شحن الإنسان بالنشاط. إذ يحفز الحواس ويشجع على الانخراط الاجتماعي، مما يخفف من التوتر والقلق ويؤدي إلى تحسين المزاج، دون أن ننسى أنه يشجع على النشاط الإبداعي ويسهم في حسن تنظيم الوقت.