-

ابتكار جهاز لمراقبة صحة الجلد عن بعد

(اخر تعديل 2025-04-16 07:27:35 )
بواسطة

في إنجاز علمي غير مسبوق، تمكن فريق من الباحثين الأمريكيين من ابتكار جهاز جديد قابل للارتداء، يُعتبر الأول من نوعه في العالم، حيث يتيح مراقبة صحة الجلد دون الحاجة للتلامس مع البشرة. هذه التقنية الحديثة تمثل خطوة كبيرة نحو تحسين الرعاية الصحية الشخصية وتقديم حلول مبتكرة للمشاكل الجلدية.

يعتمد هذا الجهاز المتطور على تكنولوجيا متقدمة تمكنه من قياس الغازات المنبعثة من الجلد بشكل طبيعي، مما يسمح له بتحليل مؤشرات حيوية دقيقة دون الحاجة إلى لمس البشرة. هذه الميزة تقلل من فرص حدوث التهيّجات أو الحساسية التي قد يعاني منها بعض المرضى، مما يجعل هذا الجهاز خيارًا مثاليًا للجميع.

آلية عمل جهاز مراقبة صحة الجلد دون تلامس

في دراسة حديثة نُشرت في مجلة Nature، استطاع علماء من جامعة "نورث وسترن" الأمريكية تطوير هذا الجهاز الرائع الذي يقوم بقياس الغازات المنبعثة من الجلد أو الممتصة منه دون الحاجة إلى لمس الجلد فعلياً. تعتمد هذه التقنية الحديثة على تحليل الغازات المحيطة بالجلد، بما في ذلك ثاني أكسيد الكربون، وبخار الماء، والأكسجين، والمركبات العضوية المتطايرة.

جهاز غير ملامس ولكن دقيق في قراءة الحالة الصحية

يتكون الجهاز من مجموعة متطورة من المستشعرات التي تراقب تغيرات الحرارة والرطوبة، بالإضافة إلى تركيز الغازات المنبعثة، مما يوفر بيانات قيمة حول حالة الجلد والصحة العامة. يتم جمع هذه الغازات في حجرة صغيرة داخل الجهاز تحيط بالبشرة دون ملامستها، مما يتيح قياس المؤشرات الحيوية بدقة حتى لدى الأشخاص ذوي البشرة الحساسة.

بفضل تصميمه المبتكر، يمكن للجهاز مراقبة وظائف الجلد والتفاعل مع البيئة بشكل لحظي، مما يفتح آفاقاً جديدة في مجال الرعاية الصحية الذكية وتشخيص الأمراض الجلدية في مراحلها المبكرة.

فوائد الجهاز الجديد

من خلال تحليل الغازات، يقدم الجهاز طريقة جديدة كلياً لتقييم صحة الجلد. البيانات التي يجمعها يمكن أن تقدم رؤى دقيقة حول التئام الجروح، ومستويات الترطيب، والعلامات المبكرة للعدوى، والتعرض للمواد الكيميائية السامة. وفقًا لصحيفة New York Post، يستطيع الجهاز مراقبة الجروح والتنبؤ بحالات التهابات الجلد، كما يساهم في رصد صحة الجلد بشكل عام بدقة لم تشهدها التقنيات السابقة.

أشار الدكتور غييرمو أمير، أستاذ الهندسة الطبية الحيوية وأحد القائمين على الدراسة، إلى أن لهذه التقنية "قدرة كبيرة على إحداث تحول نوعي في الرعاية السريرية، خاصةً للفئات الأكثر هشاشة مثل حديثي الولادة وكبار السن ومرضى السكري".

مزايا الجهاز المبتكر لمراقبة صحة الجلد

لا يتجاوز طول الجهاز السنتيمترين وعرضه سنتيمترًا ونصف السنتيمتر. يعتمد على أجهزة استشعار دقيقة تقوم بسحب عينات من الغازات المنبعثة من الجلد عبر حجرة هوائية صغيرة، مما يضمن عدم ملامسة الجلد نهائياً. تعتبر هذه التقنية إنجازًا كبيرًا، حيث أن معظم الأجهزة القابلة للارتداء تتطلب تلامسًا مباشرًا مع الجلد، وهو ما يمثل تحديًا للمرضى ذوي الأنسجة الهشة.
البراعم الحمراء مترجم الحلقة 45

بيانات فورية... على هاتفك

من أبرز مزايا هذا الابتكار هو إمكانية استخدامه في المنزل دون الحاجة لمعدات طبية معقدة. يتزامن الجهاز مع الهاتف الذكي أو الجهاز اللوحي، مما يتيح عرض بيانات فورية حول الغازات التي يمتصها أو يطلقها الجلد، مما يساعد في اتخاذ قرارات طبية دقيقة في الوقت الفعلي.

أكد الباحثون أن هذه المعلومات السريعة وسهلة الوصول يمكن أن تساعد مقدمي الرعاية الصحية في اتخاذ قرارات علاجية أسرع وأكثر استنارة، وهو أمر بالغ الأهمية لالتئام الجروح. كما أشار الدكتور غييرمو أمير إلى أن وصف المضادات الحيوية للجروح قد يكون مخاطرة، حيث يصعب أحيانًا تحديد ما إذا كان الجرح مصابًا بالعدوى، مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.

يتوقع فريق جامعة "نورث وسترن" أن يسهم هذا الابتكار في تعزيز فعالية طاردات الحشرات ومنتجات العناية بالبشرة، وحتى الأدوية المصممة لتحسين صحة الجلد.

كما يوفر الجهاز وسيلة مبتكرة لأطباء الجلد لقياس مدى اختراق الكريمات والمستحضرات الجلدية للطبقات السطحية، مما يمكن من تقييم فعالية المستحضرات وسلامة المنتجات التجميلية.

يسعى الباحثون في المستقبل إلى تحسين قدرات الجهاز، بما في ذلك إضافة مستشعر لرصد التغيرات في مستويات الرقم الهيدروجيني (pH)، وتطوير مستشعرات غازات ذات انتقائية كيميائية أعلى للكشف المبكر عن اختلال وظائف الأعضاء والأمراض الأخرى.

صرح الدكتور جون روجرز، الأستاذ والباحث بجامعة "نورث وسترن" والمشارك في قيادة المشروع، بأن هذه التقنية تتجاوز مجرد تتبع الغازات أو تحليل خصائص الجلد، بل تمهد الطريق نحو نظام صحي شخصي يعمل دون تدخل جراحي وبشكل مستمر، يساعد في الوقاية من الأمراض والتنبؤ بالحالة الصحية العامة.