فعاليات فنية مميزة في إمارة الشارقة
تستعد بيوت إمارة الشارقة التراثية لاستقبال فعاليتين فنيتين بارزتين في وقت لاحق من هذا العام، وهما "الفنان المقيم" و"المرسم"، اللتان تنظمهما مؤسسة الشارقة للفنون. تهدف هذه الفعاليات إلى توفير مساحة إبداعية للفنانين من مختلف المراحل في مسيرتهم الفنية. كما ستتيح لهم إمكانية تأجير الاستوديوهات لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، بالإضافة إلى توفير مساحات عمل مجانية لخريجي الفنون الجميلة الجدد وطلاب الدكتوراه.
تفاصيل برنامجي "الفنان المقيم" و"المرسم"
تستمد برامج "الفنان المقيم" و"المرسم" إلهامها من الحضور المادي وغير المادي للماء، حيث تمتد مواقعهما من الحي التاريخي المطل على الخور في مدينة الشارقة إلى ساحل الحمرية ومدينة كلباء على خليج عمان. تعد هذه البيوت التراثية المعاد توظيفها فضاءات مثالية للفن الحديث والمعاصر.
تقدم مؤسسة الشارقة للفنون ضمن برنامج "الفنان المقيم" الفرصة للفنانين البصريين وفناني الأداء والكتّاب والشعراء والباحثين والموسيقيين وصنّاع الأفلام، وغيرهم من المبدعين، للانضمام إلى البرنامج. ستبدأ عملية تقديم الطلبات قريبًا، بينما سُتعلن الدعوة المفتوحة لبرنامج "المرسم" في وقت لاحق من هذا العام. تشمل المواقع المخصصة لهذه البرامج كلًا من: مبنى المقتنيات، وبيت عبيد الشامسي، وبيت السركال في ساحة الفنون بقلب الشارقة، واستوديوهات الحمرية في مدينة الحمرية، ومصنع الثلج في مدينة كلباء.
"بيت عبيد الشامسي".. 16 غرفة من عبق التراث
يقع "بيت عبيد الشامسي" في حي الشويهين المطل على الخور، وكان في السابق مقر الإقامة الشخصية لتاجر اللؤلؤ عبيد بن حمد الشامسي وعائلته حتى سبعينيات القرن الماضي. يعود بناء البيت إلى منتصف القرن التاسع عشر، ويتألف من 16 غرفة تحيط بفناء داخلي واسع. تم ترميم البيت في أواخر التسعينيات وتحويله إلى استوديوهات للفنانين ومساحات للعرض. يتميز بإطلالاته الرائعة على الخور من سطحه، ومنذ عام 2009، يُستخدم كموقع لأعمال تركيبية وعروض موسعة ضمن بينالي الشارقة، كما يحتضن ورش فنية وفعاليات على مدار العام.
"بيت السركال".. تحفة معمارية تعود للقرن التاسع عشر
كان "بيت السركال" مقر الإقامة الشخصية لعيسى بن عبد اللطيف السركال، المفوض البريطاني في الخليج العربي، ثم أصبح لاحقًا بيت الشيخ محمد بن صقر القاسمي. يعود تاريخ البيت إلى القرن التاسع عشر، وقد تم تحويله إلى أول مستشفى للولادة في الشارقة في الستينيات، ثم أُعيد ترميمه وتحويله إلى مركز للفنون والثقافة في منتصف التسعينيات. تُستخدم الغرف الصغيرة التي تصطف على جانبي الممرات المقنطرة، بالإضافة إلى الفناء المفتوح، والقاعات الواسعة لاستضافة فعاليات بينالي الشارقة وبرامج المؤسسة المتنوعة.
الزوجة الأخرى الحلقة 1
"استوديوهات الحمرية".. تقنيات معمارية حديثة
بُنيت "استوديوهات الحمرية" في موقع سوق سابق بالقرب من ساحل الخليج العربي، وتقدم مساحات متعددة الاستخدامات لإنتاج وعرض الأعمال الفنية. يجمع المبنى بين التقنيات المعمارية التجريبية والحديثة، مع الحفاظ على الكثير من عناصر السوق الأصلية، بما في ذلك الساحة المركزية التي تحتوي على منحوتات وتنسيقات من النباتات المحلية، لتكون مكانًا للتأمل أو الحوار. بالإضافة إلى توفير مساحات استوديو، استضاف الموقع معارض فنية، وأعمال تركيبية وعروض أداء وأفلام في الهواء الطلق. تم تصميم استوديوهات الحمرية على يد المعماري خالد النجار وافتتحت في عام 2017.
"مصنع كلباء للثلج".. مرافق فنية ضمن بيئة طبيعية
أعيد تأهيل "مصنع كلباء للثلج" على يد شركة "15-1 أركيتكتوس" للحفاظ على الطابع الصناعي المفتوح للمكان، ويضم مساحات عرض مضاءة جيدًا، واستوديوهات فنية، ومرافق إقامة في بيئة طبيعية. يقع المجمع بجوار خور كلباء وغابات القرم، التي تُعد موطناً للعديد من الأنواع المهددة بالانقراض من الطيور والسلاحف والسحالي. يعود بناء هذه المنشأة الخراسانية ذات الطابع المعماري الوحشي إلى سبعينيات القرن الماضي، وتحيط بها أسطح معدنية مموجة. كانت في السابق مصنعًا لأعلاف الأسماك ومصنعًا للجليد، واستحوذت مؤسسة الشارقة للفنون على المبنى في عام 2012، وتم استخدامه كموقع لفعاليات بينالي الشارقة منذ عام 2015.