-

طرق فعالة للتواصل مع طفلك

(اخر تعديل 2025-09-25 11:11:38 )
بواسطة

كأم أو أب، يراودك دائمًا شعور عميق برغبتك في أن تكوني دائمًا بجانب طفلك، تدعمه في كل خطوة، وتساعديه في مواجهة تحديات الحياة. ومع ذلك، قد تجدين في بعض الأوقات أن محاولاتك للتواصل معه تُقابل بإجابات مقتضبة، مما يتركك في حيرة من أمرك. فرغم وجود العديد من النصائح والكتب التي تتحدث عن كيفية بناء علاقة آمنة ومفتوحة مع الأطفال، إلا أن الواقع قد يكون أكثر تعقيدًا.
بارينيتي الحلقة 85

إن الشعور بالقلق حيال حياة طفلك خارج المنزل هو شعور طبيعي تمامًا. وعندما تشعرين بوجود مشكلة ما، قد تجدين نفسك تستخدمين كل مهاراتك التربوية في محاولة للتواصل معه. في تلك اللحظات، قد تشعرين كأنك محققة سرية، تبحثين عن إجابات في حين أنك تحاولين أيضًا منح طفلك المساحة اللازمة ليكون مستقلاً.

طرق للتواصل الصحي مع طفلك

لحسن الحظ، هناك مجموعة من الخطوات البسيطة التي يمكنك اتباعها لتجعل طفلك يشعر بالراحة في التحدث معك حول مشاكله:

1. لا تتراجعي عن المحادثة

قد يكون من السهل أن تشعري بالرفض من طفلك فتستسلمين، لكن هذا يعني تركه دون التوجيه الذي يحتاجه. حاولي تحديد وقت ثابت أو مكان مريح للتحدث عن أي مشكلات اجتماعية يواجهها. خصصي بعض الوقت معه بعيدًا عن الأشقاء، مما يمنحه شعورًا بأنك مهتمة حقًا بحياته. هذا الوقت الخاص يساعد طفلك على الانفتاح والشعور بالأمان لمشاركة ما يمر به.

2. التعاطف مهما قال الطفل

كثيرًا ما نجد صعوبة كآباء في عدم الرد بسرعة على ما يقوله الطفل، فنبدأ في اللوم أو العقاب أو تقديم النصائح بشكل فوري. مهما كان ما يقوله طفلك، سواء كان قد تغيب عن المدرسة أو كسر شيئًا في المنزل، خذي لحظة لتنفسي واستمعي له. الهدف الأكبر هو بناء الثقة، لأنها أهم من أي مخالفة بسيطة. التعاطف يمنح الطفل شعورًا بأنه يمكنه دائمًا العودة إليك دون خوف أو تردد.

3. العكس والتوضيح والفضول

حاولي تكرار ما يقوله طفلك بكلماتك الخاصة، فهذا يظهر له أنك تتعاطفين وتساعدينه على توضيح أفكاره. على سبيل المثال، إذا قال: "يجب أن يدعوني الآخرون للعب، لا يجب أن أذهب أنا إليهم"، يمكنك الرد: "أفهم منك أنك تفضل أن يدعوك الآخرون بدلًا من أن تبادر بالذهاب إليهم." هذا التكرار يعطي طفلك الفرصة لتوضيح أفكاره ومشاركة المزيد، مما يشجعه على التعبير بحرية.

4. لا تفرضي أهدافك على الموقف

اسألي طفلك واستمعي له، ولا تفترضي أن لديك معرفة مسبقة بأسباب سلوكه. لا تضغطي عليه أو تفرضي وجهة نظرك. الهدف هو أن يشعر الطفل بالراحة للتحدث معك، ويعرف أنه قادر على التعلم والنمو دون أحكام مسبقة.

5. شاركيه في حل المشكلات

الأطفال يميلون للحديث أكثر عندما يشعرون بأنهم مسموعون ومفهومون. من خلال فتح حوار ثنائي، يمكنك دعوة الطفل للمشاركة في حل مشاكله، مما يساعده على تطوير مهاراته الاجتماعية والشعور بالدعم دون خوف من النقد. إجراء مناقشات هادئة حول المشكلات يعلم الطفل الاعتماد عليك كشريك، وليس كقاضٍ.

إدارة مشاعرك ليست سهلة دائمًا، وسنخطئ جميعًا في بعض الأحيان، لكن الأهم هو الاستمرار في الاستماع والمشاركة في الحوار الحقيقي مع الطفل. مع مرور الوقت، سيصبح التواصل المفتوح بينك وبين طفلك عادة طويلة الأمد، تمنحك الفرصة لتكوني أفضل والدة يمكن لطفلك الاعتماد عليها.