الفيلة وحماية صغارها بعد الزلزال
في مشهد مدهش من تفاعل الطبيعة، أظهر قطيع من الفيلة في حديقة حيوانات سان دييغو سفاري بارك استجابة غريزية مؤثرة لحماية صغارها عقب وقوع زلزال بلغت قوته 5.2 درجة على مقياس ريختر في جنوب ولاية كاليفورنيا الأمريكية. وقد رصدت وكالة "أسوشييتد برس" هذا الحدث الفريد الذي وقع صباح يوم الاثنين.
الفيلة تتحرك... والحماية أولاً
وثق مقطع فيديو مثير من الحديقة اللحظة التي وقع فيها الزلزال، حيث كانت خمس فيلة أفريقية تقف بهدوء تحت شمس الصباح. ولكن سرعان ما اهتزت الأرض من تحت أقدامها، مما دفعها إلى التحرك بسرعة. في ثوانٍ معدودة، سارع الأفيال الأكبر سناً – ندلولا، وأومنجاني، وخوسي – لتطويق الصغارين زولي ومخايا، في مشهد يتسم بالقوة والفخر، لحمايتهما من أي خطر محتمل.
حلقة الحماية: سلوك فطري يعكس الذكاء والتماسك
ظلّت الفيلة في دائرة دفاعية محكمة لعدة دقائق، بأذان مرفوعة وأعين تراقب المحيط بترقب. وقد أكدت ميندي أولبرايت، مسؤولة الثدييات في الحديقة، أن الفيلة تُظهر هذا النوع من السلوك الدفاعي عندما تشعر بالخطر. وغالباً ما تُشكل ما يُعرف بـ"دائرة الإنذار"، حيث يلتف الكبار حول الصغار لضمان سلامتهم.
دين الروح الحلقة 16
الفيل الشجاع والعناق المهدئ
أحد الفيلين الصغيرين، وهو ذكر، قرر الوقوف على حافة الدائرة وكأنه يستعرض شجاعته. لكن سرعان ما اقتربت منه المراهقة "خوسي"، التي ساهمت في تربيته، وبدأت تربت على ظهره ووجهه باستخدام خرطومها، في إيماءة رقيقة تبث الطمأنينة: "كل شيء سيكون على ما يرام".
فهم عميق وارتباط أسري دائم
أشارت أولبرايت إلى أن الفيلة تُعتبر حيوانات اجتماعية بامتياز، قادرة على استشعار الاهتزازات الأرضية عبر أقدامها، وتتصرف بشكل جماعي لحماية صغارها. وأوضحت أن زولي لا يزال في مرحلة الدلال، لكن دوره سيتغير في السنوات المقبلة عندما ينفصل عن القطيع كذكر بالغ، بينما تبقى الإناث ضمن وحدة الأسرة مدى الحياة.
هزات ارتدادية... وتكرار للمشهد
بعد حوالي ساعة من الزلزال الرئيسي، شهد القطيع هزة ارتدادية خفيفة، مما أعادهم إلى نفس التجمّع الدفاعي. وبعد التأكد من سلامة الجميع، تفرقوا مجددًا. وقد أكدت أولبرايت: "كان من الرائع أن نشاهد الفيلة تقوم بما ينبغي على أي والد فعله - أن تحمي أبناءها وقت الخطر".