الإمارات في معرض بكين للكتاب 2025
تحوّل جناح دولة الإمارات العربية المتحدة في معرض بكين الدولي للكتاب 2025 إلى منصة حضارية متكاملة، حيث استعرضت الإمارات أمام الجمهور العالمي ملامح رؤيتها الثقافية والإنسانية، التي تقوم على قيم السلام والتسامح والانفتاح الفكري.
إرث زايد.. عنوان السلام الممتد
في قلب المشاركة الإماراتية، برز شعار "إرث زايد: البحث الدائم عن السلام"، الذي قدمه منتدى أبو ظبي للسلم، حيث عرض مجموعة من الإصدارات الفكرية والوثائقية البارزة، بما في ذلك النسخة الصينية من وثيقة الأخوة الإنسانية، التي تمثل مرجعية عالمية في ثقافة التعايش.
سيوف العرب الحلقة 5
وأوضحت الدكتورة آمنة الشحي، مديرة مكتب المنتدى، أن الجناح يضم أيضًا مجموعة من الإصدارات المؤثرة في الفكر الإنساني والسياسي الحديث، مثل "إعلان مراكش التاريخي"، و"إعلان أبو ظبي للمواطنة الشاملة"، و"ميثاق حلف الفضول الجديد"، وهي وثائق تعكس جهود الإمارات في دعم قيم التسامح وحقوق الإنسان.
فكر الدولة في خدمة الإنسانية
وعلى المستوى البحثي والفكري، برزت مساهمات من مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، الذي قدّم مؤلفات نوعية مثل "محمد بن زايد والتعليم" و"زايد.. رجل التسامح".
بينما شارك مركز تريندز للبحوث والاستشارات بدراسات علمية تحليلية تعكس روح العصر، من بينها "عصر اللؤلؤ: من الفقر إلى الازدهار"، و"استخدام نظرية الألعاب في تطوير استراتيجيات مكافحة الإرهاب".
حضور أكاديمي وتراثي بارز
وأسهمت جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية بإصدارات أكاديمية مرموقة مثل "جمالية الإبداع الخطابي" و"مقدمة في تاريخ الأديان"، بينما قدمت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة مجموعة من مؤلفاتها المتخصصة.
كما كان للتراث الإماراتي حضور مميز، من خلال الأرشيف والمكتبة الوطنية التي عرضت مؤلفات ترصد مراحل تاريخية مهمة، مثل "الحصون والقلاع في دولة الإمارات"، و"في قلب الصحراء: خمسون عاماً في واحة العين"، و"تطور التعليم في الإمارات".
وشاركت هيئة الشارقة للكتاب بمجموعة من مؤلفات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي تلقي الضوء على محطات تاريخية وثقافية مهمة في المنطقة.
منصة حوار ثقافي إماراتي صيني
لم تقتصر المشاركة الإماراتية على عرض الكتب، بل تحوّل الجناح إلى ملتقى فكري مفتوح، بالتعاون مع وزارة الثقافة الإماراتية وجمعية الناشرين الإماراتيين.
ومن أبرز الفعاليات التي تم تنظيمها، كانت جلسة "محمد بن زايد.. رجل الإنسانية"، التي نظّمتها الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، وسلّطت الضوء على دور رئيس الدولة في نشر قيم السلام إقليميًا وعالميًا.
كما تم تنظيم جلسة حوارية حول "الذكاء الاصطناعي وتشكيل المستقبل الثقافي والمعرفي"، جمعت مفكرين وباحثين من الإمارات والصين، حيث تم مناقشة التقاطع بين التكنولوجيا والقيم الثقافية.
وشهد الجناح أيضًا عرض فيلم وثائقي عن تجربة الإمارات في التعايش السلمي، إلى جانب تنظيم ورش عمل تفاعلية لتعزيز الحوار بين الثقافات، مما جعل الجناح نقطة جذب أساسية لزوار المعرض، ومرآة تعكس صورة دولة تُرسّخ حضورها كـ"جسر ثقافي" بين الشرق والغرب.