تعزيز القيم الذاتية: كيف نحب أنفسنا كما نحن
في زمن يتسم بالإيقاع السريع والمقارنات المستمرة، قد نجد أنفسنا في كثير من الأحيان نغفل عن تقدير قيمتنا الذاتية. نميل إلى ربط شعورنا بالأهمية بما نحققه أو بما نمتلكه، أو حتى بما نحصل عليه من تقدير خارجي. لكن، هل فكرنا يومًا في أن القيمة الحقيقية لا تأتي من الإنجازات، بل من قناعة داخلية بأن وجودنا بحد ذاته يكفي؟
يجب أن نؤمن بأننا نستحق الحب والاحترام كما نحن، وليس كما يجب أن نكون. هذه الفكرة الجوهرية تبرز في مقالٍ كتبه الدكتورة لورا غابايان، الطبيبة والباحثة ومؤلفة كتاب "الحكمة الشائعة: 8 عناصر علمية لحياة ذات معنى". حيث تسلط الضوء على ضرورة تذكير أنفسنا يوميًا بقيمتنا الفطرية، بعيدًا عن ضغوط إثبات الذات أو السعي الحثيث لنيل القبول.
توكيدات لتعزيز الشعور بالقيمة الذاتية
لبلوغ شعور حقيقي بالقيمة الذاتية، تقترح لورا ثلاث عبارات إيجابية بسيطة وفاعلة، يمكن أن تُحدث فرقًا عميقًا عند تكرارها ودمجها في حياتنا اليومية:
1. أنا أستحق التقدير دون شروط
تمامًا كما يستحق الطفل الرضيع الحب والاهتمام لمجرد وجوده، كذلك أنت تستحق الاحترام والرعاية دون الحاجة لإثبات شيء. غالبًا ما يربط المجتمع بين القيمة والإنتاجية، ولكن الحقيقة هي أن الاعتراف بأهميتك دون أي شروط هو المفتاح لحياة مليئة بالمعنى.
لذا، خصص بعض اللحظات يوميًا لتكرار هذه العبارة لنفسك، واجعلها جزءًا لا يتجزأ من روتينك العقلي والنفسي.
2. مشاعري ليست نقطة ضعف بل قوة خارقة
في عالم يطالبنا بالتماسك والانضباط العاطفي، قد نجد أنفسنا نتراجع عن التعبير بحرية. لكن، كما توضح الكاتبة، فإن المشاعر المتنوعة، حتى تلك المختلطة، تعكس عمق إنسانيتنا وقدرتنا على فهم التعقيد. الشعور بالحزن والامتنان في نفس الوقت ليس تناقضًا، بل هو وعي حقيقي.
حلم أشرف الحلقة 14
تعلم أن ترى مشاعرك كقوة تعبر عن اهتمامك وارتباطك بالواقع من حولك، وليس كعبء يجب التخلص منه.
3. أنا فريد وهذا مصدر قوتي
غالبًا ما نتجنب إظهار اختلافاتنا خوفًا من عدم الفهم أو القبول، لكن ما يجعل كل فرد مميزًا هو بصمته الخاصة في هذه الحياة. نحن لسنا نسخًا متكررة، بل طاقات فريدة تحمل رؤى وتجارب لا يمكن تكرارها.
لذلك، بدلاً من مطاردة الصورة المثالية أو النموذج المقبول، تذكر أن لديك قيمة لا تُقاس بمعايير الآخرين.
في ختام مقالها، تؤكد لورا غابايان أن تكرار هذه العبارات يوميًا لا يؤدي إلى تغيير فوري، بل هو ممارسة تستمر لإعادة برمجة الذات نحو الاحترام والتقدير. الأهم هو منح أنفسنا الوقت والرحمة، فالنمو النفسي لا يحدث تحت الضغط، بل في ظل الهدوء والوعي.