-

وداعًا ماريو فارغاس يوسا: أدب خالد

(اخر تعديل 2025-04-15 21:11:25 )
بواسطة

قدمت بيرو وداعًا مؤثرًا لأحد أعظم أدبائها، الكاتب ماريو فارغاس يوسا، الذي نال جائزة نوبل للآداب. بعد أن تم نقل جثمانه إلى محرقة تابعة للجيش في العاصمة ليما، تم تنفيذ وصيته التي تنص على حرق رفاته دون إقامة أية مراسم رسمية. كانت هذه اللحظة تعبيرًا عن رغبة الكاتب في البساطة والهدوء حتى بعد رحيله.

وداع خاص في منزله ومراسم نقل الجثمان

بدأت مراسم وداع يوسا من منزله في حي بارانكو، حيث أقيمت جنازة خاصة مقتصرة على أفراد عائلته وأصدقائه المقربين. وانطلق النعش الخشبي الداكن محمولًا وسط موكب جنائزي مهيب، يضم سيارات العائلة والأصدقاء، متوجهًا جنوب العاصمة نحو المنشأة العسكرية التي حُددت لحرق جثمانه. وقد نقلت وكالة "فرانس برس" تفاصيل هذه اللحظات الحزينة.

رحيل هادئ عن عمر ناهز 89 عامًا

توفي الكاتب الكبير يوم الأحد، 13 أبريل/نيسان 2025، عن عمر يناهز 89 عامًا، محاطًا بأبنائه: ألفارو، غونزالو، ومورغانا، الذين أعلنوا عن خبر الوفاة عبر بيان نشر على منصة "إكس". وعلى الرغم من أن البيان لم يوضح السبب المباشر للوفاة، إلا أن التقارير الإعلامية تناولت تدهور صحته منذ عودته إلى ليما في عام 2024، بعد سنوات طويلة من الإقامة في مدريد.
العبقري مترجم الحلقة 27

وصية الحرق وغياب المراسم الرسمية

أكدت عائلة يوسا أن الكاتب الراحل أوصى بحرق جثمانه، ورفض إقامة أية مراسم عامة أو مظاهر حداد رسمية. ورغم ذلك، قررت الحكومة البيروفية إعلان يوم الاثنين التالي يوم حداد وطني، وتم تنكيس الأعلام فوق المباني الحكومية احترامًا لمسيرته الأدبية الغنية.

إرث أدبي خالد ورؤية روائية فريدة

وُلد يوسا في مدينة أريكيبا عام 1936، ليصبح أحد أعمدة الأدب اللاتيني الحديث، ووجهًا بارزًا في حركة "الطفرة الأدبية" التي اجتاحت أمريكا الجنوبية. عُرف بأعماله العميقة والمميزة، مثل "المدينة والكلاب"، "محادثة في الكاتدرائية"، و"حفلة التيس"، حيث استعرض فيها تعقيدات السلطة والهوية بأساليب سردية متعددة الأصوات.

أكثر من مجرد كاتب.. سياسي ومفكر بارز

لم يقتصر دور يوسا على كونه كاتبًا فحسب، بل خاض أيضًا غمار السياسة عندما ترشح للرئاسة في بيرو عام 1990، وهو تجربة وثقها لاحقًا في مذكراته "السمكة في الماء". كما عكست رواياته، مثل "زمن البطل"، ملامح من سيرته الذاتية، خاصة تجربته في الأكاديمية العسكرية خلال شبابه.

رحيل الجسد.. وبقاء الكلمة الخالدة

برحيل ماريو فارغاس يوسا، فقد العالم أحد أعظم الأصوات الأدبية التي عبرت عن صراعات الفرد مع السلطة والمجتمع بأسلوب فني يتجاوز الحدود. وبينما احترمت بيرو رغبته في البساطة والهدوء، فإن إرثه الأدبي سيبقى صاخبًا في ذاكرة الأدب العالمي إلى الأبد.