-

عيد ميلاد الفنانة سامية الجزائري الـ78

(اخر تعديل 2024-11-25 01:35:40 )
بواسطة

في الخامس والعشرين من نوفمبر، يحتفل العالم العربي بمناسبة خاصة، حيث نُضيء شمعة جديدة في تاريخ الفنانة السورية القديرة سامية الجزائري، التي أتمت عامها الثامن والسبعين. تعد سامية رمزاً لا يمحى من ذاكرة الكوميديا السورية، وقد أبدعت في تجسيد شخصيات متنوعة، مما جعلها تحتل مكانة مميزة في قلوب الملايين على مدى عقود.

في هذا المقال، نستعرض أبرز محطات حياة هذه الفنانة العظيمة ومسيرتها الفنية المذهلة، التي جعلتها واحدة من أبرز الأسماء في مجال التمثيل.

بدايات متواضعة: من دمشق القديمة إلى أضواء الفن

وُلدت سامية الجزائري عام 1946 في أحد أحياء دمشق القديمة، في أسرة بسيطة. هي الأخت الكبرى للفنانة الشهيرة صباح الجزائري. رغم أنها لم تختار الأمومة أو الزواج، إلا أن سامية عوضت ذلك من خلال تألقها في أدوار الأم الحنون والمؤثرة على الشاشة.

كانت بدايتها في عالم الفن صدفة بحتة، عندما اكتشفتها المخرجة السورية قسمت طوزان، التي أعطتها فرصة للظهور في دور صغير في تمثيلية اجتماعية قصيرة بعنوان "أبو البنات" عام 1963. ومن هنا بدأت مسيرة فنية مكللة بالنجاح، استمرت لأكثر من ستة عقود.

صعود نجمها: سيدة الكوميديا السورية بامتياز

خلال فترة التسعينيات، ارتقت سامية الجزائري لتصبح واحدة من أبرز وجوه الكوميديا السورية، ونالت بجدارة لقب "سيدة الكوميديا". تألقت في تقديم أدوار كوميدية ودرامية متنوعة، استطاعت من خلالها الانتقال بسلاسة بين الضحك والدموع، مما أكسبها قاعدة جماهيرية واسعة واحترام النقاد على حد سواء.

أدوار خالدة تروي حكاية إبداعها

قدّمت سامية الجزائري مجموعة من الأدوار التي لا تُنسى، ومن أبرزها شخصية "أم وكيل" في مسلسل "شتاء ساخن"، حيث أظهرت براعتها التمثيلية العميقة. كما تألقت في أعمال كوميدية شهيرة مثل مسلسل "جميل وهناء" بشخصية "أم محمود"، وسلسلة "عيلة النجوم" التي عكست مهارتها في الكوميديا الاجتماعية.
أمنية وإن تحققت الحلقة 460

إنجازات وتكريمات لا تُحصى

خلال مسيرتها الطويلة، حصلت سامية الجزائري على العديد من الجوائز والتكريمات، من أبرزها: جائزة أفضل ممثلة صاعدة من إذاعة دمشق، تكريم من مهرجان القاهرة السينمائي عن دورها في فيلم "كفرون"، وجائزة أفضل ممثلة عربية عن أدوارها في مسلسلي "عيلة 6 نجوم" و"عيلة 7 نجوم"، فضلاً عن تكريمها من الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في سوريا.

إرث خالد وبصمة لا تُنسى

ساهمت سامية الجزائري في بناء دراما سورية غنية ومتنوعة، سواء من خلال أعمال الأبيض والأسود مثل مسلسل "صح النوم"، أو في عصر التلوين بمسلسلات مثل "وين الغلط". بفضل موهبتها الفذة وثقافتها الفنية العالية، أصبحت من أعمدة الفن السوري وأيقونة تذكّر الأجيال بجمال الإبداع.

سامية الجزائري ليست مجرد ممثلة؛ بل هي أسطورة حية، استطاعت من خلال أدوارها أن تجمع بين الكوميديا العفوية والدراما الإنسانية، لتبقى ذكراها نابضة بالحياة في قلوب جمهورها.