ارتفاع ضغط الدم: القاتل الصامت
في عالم سريع التغير، قد يظن البعض أن صحتهم القلبية في مأمن، لكن هناك خطرًا خفيًا يهدد الجميع بصمت: ارتفاع ضغط الدم. على الرغم من أن هذا المرض قد لا يظهر أعراضه في مراحله الأولى، إلا أنه يُعتبر من أخطر الأسباب التي تؤدي إلى السكتات الدماغية والنوبات القلبية والفشل الكلوي.
في إطار الاحتفال باليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم، الذي يُحتفل به في 17 مايو من كل عام، نرغب في تسليط الضوء على هذا المرض الذي يُعتبر من أبرز التحديات الصحية الصامتة في عصرنا الحديث.
ما هو ارتفاع ضغط الدم؟
ارتفاع ضغط الدم، المعروف طبياً بـ"فرط ضغط الدم" (Hypertension)، هو حالة مزمنة يتم فيها ارتفاع الضغط داخل الشرايين، مما يُجبر القلب على العمل بجهد أكبر لضخ الدم. يُعتبر الشخص مصابًا إذا تجاوز الضغط الانقباضي 130 مليمترا زئبقياً والضغط الانبساطي 80 مليمترا زئبقياً، وفقًا لتوصيات جمعية القلب الأمريكية.
يُعتبر ارتفاع ضغط الدم من أبرز مسببات الوفاة الناجمة عن أمراض القلب والسكتات الدماغية والفشل الكلوي. تشير بيانات "المكتبة الوطنية للطب" إلى أن هذه الحالة مسؤولة عن حوالي 9.4 مليون حالة وفاة سنويًا على مستوى العالم.
لمواجهة هذا التحدي، وضعت منظمة الصحة العالمية هدفًا طموحًا لخفض انتشار ارتفاع ضغط الدم بنسبة 25% بحلول عام 2025، من خلال حملات تهدف إلى تقليل استهلاك الملح وتعزيز التدخلات الصحية الوقائية.
لماذا يُطلق عليه اسم "القاتل الصامت"؟
واحدة من أخطر سمات ارتفاع ضغط الدم هي أنه غالبًا ما يتطور بصمت، مما يعني أن العديد من الأشخاص قد يعانون منه لسنوات دون أن تظهر عليهم أعراض ملحوظة. كثير من الناس لا يكتشفون إصابتهم إلا بعد ظهور مضاعفات خطيرة مثل الصداع المزمن أو مشاكل في الرؤية.
أرقام مقلقة حول العالم والعالم العربي
تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن ارتفاع ضغط الدم يتسبب في وفاة حوالي 9.4 مليون شخص سنويًا على مستوى العالم. وفي المنطقة العربية، خاصة في دول الخليج، تظهر النسب بشكل مقلق بسبب أنماط الحياة المعاصرة. حيث يُقدّر أن حوالي 30% من البالغين في بعض الدول يعانون من هذا المرض دون أن يكونوا على علم بذلك.
ما أبرز أسباب ارتفاع ضغط الدم؟
على الرغم من أن ارتفاع ضغط الدم قد يبدو مفاجئًا للعديد من الأشخاص، إلا أن جذوره تمتد إلى أنماط حياتنا اليومية وسلوكياتنا الصحية. فيما يلي نستعرض أبرز العوامل التي تسهم في ارتفاع ضغط الدم:
- نمط الحياة غير الصحي: مثل تناول الأطعمة الغنية بالملح والدهون المشبعة، قلة النشاط البدني، والتدخين.
- الضغط النفسي المزمن: حيث أن التوتر اليومي دون تفريغ صحي يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم بمرور الوقت.
- العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي يزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
- أمراض أخرى: مثل السكري وأمراض الكلى التي يمكن أن تؤثر على مستويات الضغط.
- الشيخوخة: مع تقدم الإنسان في العمر، تزداد فرص الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
كيف نقي أنفسنا من هذا المرض؟
الوقاية ليست أمراً مستحيلاً، بل تبدأ بخطوات بسيطة يمكن الاستمرار عليها:
1. قياس الضغط بانتظام:
يُنصح البالغون بقياس ضغط الدم مرة واحدة على الأقل كل عام، خاصة بعد سن الثلاثين.
صلاح الدين الأيوبي الحلقة 31
2. تقليل استهلاك الملح:
توصي منظمة الصحة العالمية بعدم تجاوز استهلاك الفرد 5 غرامات يوميًا (ما يعادل ملعقة صغيرة واحدة فقط).
3. اتباع نظام غذائي صحي:
التركيز على الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة، وتقليل الدهون واللحوم الحمراء.
4. ممارسة النشاط البدني:
الالتزام بممارسة 30 دقيقة يوميًا من المشي السريع أو أي نوع من الرياضة، مما يساعد في خفض ضغط الدم وتحسين صحة القلب.
5. التعامل مع التوتر:
تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا أو التأمل أو تمارين التنفس العميق تلعب دورًا في تخفيف التوتر النفسي.
6. الإقلاع عن التدخين والكحول:
المواد الكيميائية الموجودة في السجائر والكحول تضر بالأوعية الدموية وتزيد من ضغط الدم.