كيفية الحفاظ على علاقات عائلية صحية
يُعتبر الأقارب الامتداد الطبيعي للعائلة، وهم الذاكرة التي نحتفظ بها منذ طفولتنا وحتى مراحل حياتنا المتقدمة. إن وجودهم في حياتنا يمنحنا شعورًا عميقًا بالانتماء والدعم، لكن هناك حقيقة مؤلمة، وهي أن بعض العلاقات العائلية قد تتحول إلى عبء ثقيل يضغط على أعصابنا بدلًا من أن يمنحنا الراحة النفسية التي نحتاجها.
قد يظهر هذا الضغط في عدة أشكال، مثل التدخل الزائد في شؤوننا الشخصية، أو كلمات جارحة تتكرر بشكل مزعج، أو ممارسات تجعلنا نشعر بعدم التقدير والاحترام. وفي هذا السياق، تبرز الحاجة إلى مهارة حساسة جدًا: كيف يمكننا أن نوازن بين الحفاظ على الروابط العائلية وبين حماية سلامنا النفسي؟
كيف تحمي نفسك من ضغط الأقارب؟
إن تعلم كيفية وضع حدود واضحة والتعامل بذكاء مع الأقارب لا يعني الانفصال أو الجفاء، بل هو خطوة ناضجة تهدف إلى حماية قلبك وتبقي العلاقة في إطارها الصحي. إليك بعض الخطوات التي يمكن أن تساعدك:
1. تحديد الحدود بوضوح
من الضروري أن تعرفي ما هو مقبول بالنسبة لك وما هو غير مقبول في تصرفات الأقارب. يمكن أن تكون الحدود عبارة عن كلمات واضحة مثل: "أفضّل عدم مناقشة هذا الموضوع"، أو أفعال تحفظ لك مساحتك الخاصة.
2. الابتعاد عن المواقف السامة
إذا لاحظتِ تكرار الانتقادات أو التدخلات السلبية، احرصي على الحد من تواجدك في تلك المواقف أو تقليل الوقت الذي تقضينه معهم. فالصحة النفسية أهم من أي شيء آخر.
3. التواصل الهادئ والحازم
عند الحاجة لمواجهة سلوك مزعج، استخدمي التواصل الهادئ والحازم دون الانزلاق إلى الغضب. على سبيل المثال، يمكنك أن تقولي: "أقدر رأيك، لكن سأتصرف بما أراه مناسبًا".
4. التركيز على علاقات إيجابية
استثمري وقتك وجهدك في الأقارب الذين يدعمونك ويحترمونك، وابتعدي عن العلاقات التي تجعلك تشعرين بالضغط أو الإحباط. فالصحة النفسية تحتاج إلى بيئة داعمة.
5. طلب الدعم الخارجي عند الحاجة
لا تترددي في التحدث إلى صديقة موثوقة، معالج نفسي، أو مستشار أسري إذا شعرتِ أن الضغط أو الإحباط يتراكم. الدعم الخارجي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير.
على الرغم من أن أذى الأقارب قد يكون نفسيًا أكثر من كونه ماديًا، إلا أنه قابل للإدارة من خلال تحديد الحدود، والتواصل الذكي، والاعتماد على الدعم الإيجابي. بهذه الطريقة، يمكنك الحفاظ على العلاقات الأسرية دون التضحية بالسلام النفسي.
غرفة لشخصين الحلقة 9