كيفية وضع حدود صحية مع الأجداد
تتجمع العائلات في مواسم الأعياد لتبادل اللحظات الجميلة والتجارب الفريدة، التي تبقى عالقة في ذاكرة الأطفال. ولكن، قد يتحول هذا التجمع المنتظر إلى مصدر للقلق لدى الأمهات، حيث تتعرض القواعد التي اتبعتها خلال فترة طويلة للتحدي بسبب آراء الأجداد المختلفة.
الأمر الذي يبني الأهل ويعملون عليه قد يتعرض للتقويض عبر كلمات بسيطة تُظهر جهودهم وكأنها ضعيفة، مما يبرز الجد المتساهل أو الجدة المحبة، على حساب الأم التي تسعى لتحقيق مصلحة أطفالها.
في هذا المقال، نقدم لك مجموعة من النصائح العملية حول كيفية التعامل مع الأجداد ووضع حدود واضحة، لضمان الحفاظ على مكانتك وفعالية أسلوبك في عيون أطفالك.
وضع الحدود الصحية مع الأجداد
من الشائع أن يُشعر الآباء بالإرهاق عندما يتجاوز الأجداد الحدود، سواء من خلال التعليقات النقدية حول أساليب التربية، أو تقديم نصائح غير مرغوب فيها، أو التدخل في طرق التربية التي اختارها الوالدان. في هذه الحالات، يصبح من الضروري وضع حدود صحية للحفاظ على علاقة سليمة ومستدامة مع الأجداد، وكذلك للحفاظ على راحة الوالدين وسعادة الأطفال.
تحديد هذه الحدود قد يكون تحديًا، خاصة إذا كان الشخص الذي يجب مواجهته هو من تربى على يديه. ومع ذلك، فإن وضع هذه الحدود يعتبر خطوة ضرورية في أي علاقة صحية.
ما هي الحدود الصحية مع الأجداد؟
تتضمن الحدود الصحية تحديد ما هو مسموح وما هو غير مسموح، بطريقة تحافظ على السلام النفسي والعاطفي. الحدود هي الحاجز الذي يحمي العلاقة من التدهور بسبب الشعور بالإجهاد والقلق والغضب الذي قد ينشأ من انتهاك هذه الحواجز. بالنسبة للوالدين، تتمثل التحديات في تحديد النقاط التي يجب أن تكون خطوطًا حمراء يجب عدم تجاوزها، مثل:
- تقديم نصائح حول تربية الأطفال دون طلبها.
- انتقاد الوالدين على مسامع الطفل، مما يُفقده الثقة بوالديه.
- السماح للأطفال ببعض العادات التي منعها الوالدان.
- تقديم أطعمة غير مرغوب فيها للأطفال.
- شراء الهدايا بكثرة بطريقة غير مناسبة.
- عدم الالتزام بنظام وقواعد الطفل اليومية.
قبل التحدث مع الأجداد حول وضع الحدود، من المهم أن يحدد الوالدان بوضوح ما هي هذه الحدود وأن يفهموا أسباب القلق المرتبطة بانتهاكها. بمجرد تحديد هذه النقاط، يصبح من الأسهل التواصل مع الأجداد بطريقة تتسم بالاحترام واللطف.
كيفية التواصل حول الحدود
عندما يكون الوالدان مستعدين لتحديد الحدود، يجب عليهم الجلوس مع الأجداد والتحدث معهم في جو هادئ. قد يكون من الأفضل إجراء هذه المناقشة بعيدًا عن الأطفال لضمان التركيز على الرسالة وتفادي ردود الفعل التي قد تؤثر في المشاعر. إليك بعض الخطوات العملية التي يمكن اتباعها عند التحدث إلى الأجداد:
فهم الاحتياجات الكامنة وراء السلوكيات
حاول التعرف على الدافع وراء تصرفات الأجداد. على سبيل المثال، إذا لم يلتزم الأجداد بنظام الطفل اليومي، فقد يكون ذلك بسبب رغبتهم في قضاء المزيد من الوقت مع أحفادهم. فهم هذه الاحتياجات يسهم في بناء جسر من التفاهم، ويعزز التواصل بين الطرفين.
التعبير عن الحدود والاحتياجات بأسلوب هادئ ومباشر
عندما تعبر عن مشاعرك تجاه تصرفات الأجداد، يجب عليك استخدام صيغة تتسم باللطف والصراحة. على سبيل المثال، يمكنك القول "أشعر بالإرهاق عندما لا يلتزم طفلي بتوقيت النوم المقرر له. أحتاج منك أن تحترم الجدول الزمني حتى لا يصبح مساؤنا صعبًا." بهذه الطريقة، تضمن وجود تواصل واضح ومباشر حول ما تحتاجه للحفاظ على الراحة والسلام الأسري.
احترام الحدود المتبادلة
من المهم أيضًا السماح للأجداد بمشاركة الحدود الخاصة بهم والالتزام بها. قد يكون لديهم توقعات يرغبون في تحقيقها، وعندما يتم تلبية هذه الاحتياجات باحترام، يصبح من الأسهل تحقيق التوازن في العلاقة.
فوائد وضع الحدود الصحية
تساعد الحدود الصحية في تعزيز العلاقة بين الآباء والأجداد، وتساعد على الحفاظ على السلام النفسي والأسري. عندما تكون الحدود واضحة، يقل التوتر والقلق، وتصبح الحياة الأسرية أكثر سعادة وتوافقًا مع رغبات كل طرف. هذا النوع من العلاقات الصحية يمكن أن يبني قوة وتفاهمًا، ويعزز من قدرة الأجداد على المشاركة في حياة الأطفال بطريقة إيجابية.
في بعض الأحيان، قد يواجه الوالدان صعوبة في الحفاظ على الحدود، أو في حالة عدم احترام الأجداد لها. في مثل هذه الحالات، قد يكون من المفيد طلب مساعدة من معالج نفسي أو مستشار أسري، لضمان الحفاظ على السلام داخل الأسرة واستمرار العلاقة بشكل صحي.
إن وضع الحدود الصحية مع الأجداد هو خطوة أساسية لتحقيق التوازن في الحياة الأسرية المعاصرة. إنها عملية تحتاج إلى التزام وصبر، ولكنها أيضًا وسيلة فعالة للحفاظ على العلاقات الإيجابية والحفاظ على الراحة النفسية. تذكر أن تكون لطيفًا مع نفسك أثناء هذه العملية، لأنك قد تجد صعوبة في وضع الحدود أو تكون معرضًا للانتقادات، ولكن يمكنك دائمًا تصحيح المسار والمحاولة مرة أخرى.
لا تبكي يا إسطنبول الحلقة 3