-

اختلافات المثلجات: الآيس كريم والجيلاتي

(اخر تعديل 2025-04-18 07:11:36 )
بواسطة

مع حلول فصل الصيف، لا شيء يُضاهي متعة تناول مثلجات باردة تنعش الروح وتخفف من وطأة الحرارة. ولكن عند الوقوف أمام ثلاجة المثلجات، قد تجد نفسك محتارًا بين أسماء متعددة: آيس كريم، جيلاتي، سوربيه... فما هو الفرق بين هذه الأنواع؟ ولماذا يختلف مذاق كل نوع عن الآخر على الرغم من تشابهها في الشكل؟

رغم أن هذه المصطلحات تُستخدم أحيانًا بشكل متبادل، إلا أن هناك معايير دقيقة تحدد كل نوع، كما تحددها جهات مختصة مثل وزارة الزراعة الأمريكية. يعتمد التمييز بين هذه الأنواع على نسبة الدهون، كمية الهواء، ونوع المكونات الأساسية المستخدمة.

في هذا المقال، سنستعرض الفروقات الدقيقة بين أشهر أنواع الحلوى المجمدة، بدءًا من المكونات، والقوام، والطعم، وصولاً إلى طرق التقديم.

الفرق الحقيقي بين الآيس كريم والجيلاتي

على الرغم من التشابه الظاهري بين الآيس كريم والجيلاتي، إلا أن الفرق بينهما يتجاوز النكهة والقوام. يُعتبر الآيس كريم واحدًا من أكثر الحلويات المجمدة شيوعًا حول العالم، لكن ليس مجرد مزيج من النكهات المجمدة. وفقًا لمعايير وزارة الزراعة الأمريكية، لا يُطلق على المنتج اسم "آيس كريم" إلا إذا احتوى على نسبة لا تقل عن 10% من دهون الحليب، مما يضمن له القوام الكريمي الغني الذي يميز هذه الحلوى.

في المقابل، وعلى الرغم من أن كلمة "جيلاتو" تعني "آيس كريم" باللغة الإيطالية، إلا أن الاثنين ليسا متطابقين. يُحضَّر الجيلاتي بكمية دهون أقل تتراوح بين 4 إلى 9%، ويُخفق ببطء مما يجعله أكثر كثافة. كما يُقدّم في درجة حرارة أعلى قليلاً من الآيس كريم، مما يمنحه ملمسًا أكثر نعومة ولمعانًا. يعود الفضل في ابتكار الجيلاتي إلى المهندس والفنان الإيطالي بيرناندو بونتالنتي في القرن السادس عشر.

توضح خبيرة الآيس كريم ليزا فورتسمان أن الجيلاتي يحتوي على كريمة أقل وحليب أكثر، مما يقلل نسبة الدهون ويعزز القوام الكثيف الغني. بفضل عملية الخفق البطيئة، يحصل الجيلاتي على ملمس مخملي ونكهة مركزة، مما يجعله مثاليًا لابتكار نكهات متعددة ومميزة.

السوربيه والشربات: حلوى الفواكه الخفيفة

السوربيه، أو كما يُعرف بالشربات، هو نوع من الحلويات الفرنسية المجمدة التي تعتمد بشكل رئيسي على الفاكهة والسكر. يتميز هذا النوع بخلوه تمامًا من منتجات الألبان، مما يجعله خيارًا مثاليًا للنباتيين أو لمن يبحثون عن بديل أخف من الآيس كريم والجيلاتي.

يقول الشيف المتخصص في الحلويات جان بابتيست سكورديل: "السوربيه حلوى مجمدة منعشة، مصنوعة من عصائر الفاكهة أو هريسها مع الثلج والمحليات. وهي تقدم نكهة فاكهية مكثفة من دون الحاجة إلى مكونات كريمية."

يُحضَّر السوربيه غالبًا باستخدام آلة صنع الآيس كريم، ما يمنحه قوامًا متماسكًا وسهل التقديم على شكل كرات، رغم أنه لا يتمتع بالقوام الكريمي المعروف في أنواع الحلوى الأخرى.

السوربيتو: النسخة الإيطالية من الشربات

السوربيتو هو الاسم الإيطالي لحلوى الشربات، وغالبًا ما يُستخدم المصطلحان للدلالة على النوع نفسه من الحلويات المجمدة. إلا أن السوربيتو يحمل بصمة إيطالية خاصة، تميّزه في طريقة التحضير والمكونات.
صلاح الدين الأيوبي الحلقة 31

توضح خبيرة الحلويات ليزا فورتسمان أن السوربيتو لا يحتوي على أي منتجات ألبان، ويعتمد كليًا على الماء والفواكه الطبيعية للحصول على قوام ناعم ونكهة غنية؛ مما يجعله خيارًا أقل دهونًا مقارنة بالآيس كريم أو الجيلاتي، ويمنحه نكهة فاكهية بفضل توازن الماء والسكر والفواكه الطازجة.

يشير الشيف جان بابتيست سكورديل إلى أن جذور هذه الحلوى تعود إلى العهد العثماني، حيث ظهرت لأول مرة كمشروب فاكهي مثلج يُعرف باسم "الشربات". هذا المشروب انتشر في الشرق الأوسط، ثم تطور خلال القرن العشرين إلى حلوى مثلجة تُحضّر أحيانًا بإضافة الحليب أو الكريمة، فيما بقي السوربيتو وفيًا لقاعدته المائية.

الفرق بين هذه الأنواع يكمن في المكونات الأساسية: فالسوربيه والسوربيتو يُحضّران من عصير الفاكهة والسكر فقط، بينما يحتوي الشربات على لمسة من الحليب تمنحه قوامًا أكثر كريمية، مما يمنح غياب الألبان نكهة أكثر حدة ونضارة في النسختين الإيطالية والفرنسية.