-

لقاح مبتكر ضد سرطان الثدي الثلاثي السلبي

(اخر تعديل 2024-11-14 20:11:33 )
بواسطة

أظهرت تجربة سريرية حديثة أجريت في كلية الطب بجامعة واشنطن نتائج مشجعة للغاية للقاح تجريبي يهدف إلى منع عودة أورام سرطان الثدي الثلاثي السلبي، والذي يُعتبر واحدًا من أكثر الأنواع عدوانية وشراسة. هذه النتائج قد تُحدث تحولًا كبيرًا في كيفية التعامل مع هذا المرض.

التجربة التي تم نشر نتائجها في دورية Genome Medicine في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني، أكدت أن اللقاح قادر على تحفيز استجابات مناعية فعّالة، مما يجعله خيارًا واعدًا للمرضى الذين يواجهون خطر تكرار الإصابة بعد العلاج.

تفاصيل التجربة السريرية

أُجريت هذه التجربة في مركز سيتمان للسرطان بمستشفى بارنز-جويش، وشملت 18 مريضة مصابة بسرطان الثدي الثلاثي السلبي. جميع المشاركات تلقين الرعاية القياسية، بالإضافة إلى ثلاث جرعات من اللقاح المصمم خصيصًا لتستهدف الطفرات الجينية الخاصة بكل مريضة. تم اختيار هذه الطفرات بناءً على تحليل الأنسجة السرطانية التي أظهرت تفاعلات مناعية قوية تجاه البروتينات المعدلة التي تنتجها الأورام.

أظهرت النتائج الأولية أن 14 من بين 18 مريضة أبدين استجابة مناعية جيدة للقاح، وفي متابعة استمرت لثلاث سنوات، بقيت 16 مريضة خالية من علامات السرطان. هذه النتائج تفتح آفاقًا جديدة في مكافحة السرطان، حيث تُظهر فعالية اللقاح في الوقاية من عودة المرض حتى في الحالات الأكثر تعقيدًا.

آمال جديدة في علاج سرطان الثدي الثلاثي السلبي

يُعتبر سرطان الثدي الثلاثي السلبي من الأنواع المعقدة في العلاج، حيث تفتقر العلاجات المستهدفة الخاصة به، وعادة ما يتم التعامل معه عبر الجراحة والعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي. ولكن التطورات الأخيرة تشير إلى أن اللقاحات الموجهة قد تمثل علاجًا جديدًا يمنح الأمل للمرضى، خاصة الذين يعانون من مخاطر تكرار الإصابة بعد العلاج الأولي.

التحليل الجيني ودور الخوارزميات الحاسوبية

إن استخدام الخوارزميات الحاسوبية في تصميم اللقاح كان جزءًا أساسيًا من نجاح التجربة. فقد تم استخدام برامج مبتكرة من تطوير أوبي جريفث ومالاكي جريفث، اللذين طورا أدوات حاسوبية لتحليل الطفرات الجينية، مما ساعد في تصميم اللقاحات بناءً على هذه التحليلات.

تُعتبر هذه الأدوات خطوة كبيرة نحو توفير لقاحات شخصية يمكن استخدامها في علاج أنواع متعددة من السرطان.
حب بلا حدود مترجم الحلقة 41

التوجهات المستقبلية

رغم أن التجربة كانت في مرحلتها المبكرة، ولم تشمل مجموعة تحكم مقارنة، فإن الباحثين يشعرون بالتفاؤل تجاه النتائج ويواصلون متابعة المرضى. يُعقد الأمل في أن تكون هذه الدراسة نواة لبحوث أكبر وتجارب عشوائية محكومة تهدف إلى تقييم فاعلية اللقاح في علاج سرطان الثدي الثلاثي السلبي مقارنةً بالعلاجات التقليدية.

وعلق أستاذ الجراحة في جامعة واشنطن، ويليام إي. جيلاندرز، قائلاً: "كانت هذه النتائج أفضل مما توقعنا. نحن نشعر بالتشجيع مما نراه مع هؤلاء المرضى حتى الآن". وصرح الباحثون بأنهم يخططون لتوسيع نطاق التجربة وإجراء تجارب أكبر لتأكيد فاعلية اللقاح واستخدامه في العلاج السرطاني بشكل أوسع.