-

الصيام المتقطع: سر الحياة المديدة

(اخر تعديل 2025-02-12 07:43:25 )
بواسطة

في سعي الإنسان الدائم نحو حياة مديدة وصحة أفضل، تتوالى ظهور أساليب وممارسات غذائية جديدة تحمل في طياتها آمالاً عريضة. من بين هذه الممارسات، يبرز الصيام المتقطع كواحد من أكثر الطرق إثارة للفضول والاهتمام.

تشير دراستان رائدتان إلى وجود صلة وثيقة بين الصيام المنتظم وانخفاض معدلات قصور القلب، ما يعزز من فرص إطالة العمر. فقد أظهرت إحدى الدراسات، المنشورة في دورية Nature، أن كلاً من تقييد السعرات الحرارية واتباع أسلوب الصيام المتقطع أسهما في إطالة عمر الفئران بشكل ملحوظ.

وفقًا لتفاصيل الدراسة التي نشرت في دورية onlymyhealth، فإن الفئران التي اتبعت نظامًا غذائيًا مقيدًا بالسعرات الحرارية بنسبة 40٪ عاشت تقريبًا تسعة أشهر إضافية، وهو ما يعادل إطالة الحياة بأكثر من عقد من الزمان عند البشر. كما أن الفئران التي صامت ليوم أو يومين في الأسبوع شهدت فوائد مماثلة لتلك التي تتبع نظامًا غذائيًا مقيدًا بالسعرات.
السلة المتسخة الحلقة 41

كيف يساعد الصيام على إطالة العمر؟

سنستعرض هنا كيف يمكن أن يسهم الصيام المتقطع في إطالة العمر:

صحة الخلايا والتمثيل الغذائي

يعمل الصيام على تحسين الطريقة التي تعالج بها خلايا الجسم الطاقة، من خلال تعزيز عمليات إصلاح وصيانة الميتوكوندريا، التي تعتبر بمثابة محطات الطاقة للخلايا. وقد وجدت الأبحاث من كلية Chan School في هارفارد للصحة العامة أن التلاعب بشبكات الميتوكوندريا عن طريق الصيام يمكن أن يعزز من طول العمر ويحسن الصحة العامة.

تقليل الالتهاب

يساعد الصيام على تقليل الالتهاب المزمن، والذي يعد أحد العوامل الرئيسية في الشيخوخة والأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري والسرطان.

تحسين صحة القلب

ترتبط ممارسة الصيام المنتظم بانخفاض خطر الإصابة بقصور القلب، حيث يسهم الصيام في تقليل عوامل الخطر مثل ارتفاع مستويات الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم وزيادة الوزن.

أنواع الصيام المتقطع

الصيام المتقطع

يعتمد على التناوب بين فترات الأكل والصيام، مثل الصيام لمدة 16 ساعة في اليوم أو يومين كاملين في الأسبوع.

تقييد السعرات الحرارية

يتضمن تناول عدد أقل من السعرات الحرارية بشكل مستمر (مثل 60-80٪ من الاحتياج اليومي) مع مراعاة عدم سوء التغذية.

الأكل المقيد بالوقت

يعني تناول الطعام خلال نافذة زمنية محددة (مثل 8 ساعات) والصيام خلال الساعات المتبقية.

نصائح قبل البدء في الصيام

قبل البدء في أي نظام صيام، من الضروري استشارة الطبيب للحصول على إشراف طبي مناسب، حيث أن كل جسم يختلف عن الآخر وقد لا يكون الصيام مناسبًا للجميع. يمكن للطبيب أن يساعدك في تحديد ما إذا كان الصيام آمنًا بالنسبة لك، خاصة إذا كنت تعاني من حالات مثل السكري أو اضطرابات المناعة الذاتية.

في الختام، قد يكون الصيام المنتظم مرتين في الأسبوع هو المفتاح لحياة أطول وأكثر صحة. لكن الأمر لا يقتصر فقط على تقليل السعرات الحرارية، بل يتعلق أيضًا بكيفية تكيف جسمك مع التغيرات الغذائية. من خلال دمج الصيام الدوري في نمط حياتك، تحت إشراف طبي، يمكنك الاستفادة من فوائد حياة أطول وأكثر صحة.

مع فهمنا العميق لآليات الصيام، كما أوضحت الدراسات في جامعة هارفارد، نفتح آفاقًا جديدة لتحسين صحتنا. وبدلاً من التركيز فقط على كمية الطعام، يجب أن نولي اهتمامًا لجودة التغذية وتوقيت الوجبات.