-

توقعات الحب: هل يجب أن نقلل منها؟

(اخر تعديل 2025-04-12 11:11:33 )
بواسطة

تبدأ أي علاقة جديدة وكأن قلوبنا تحمل قصائد حب مكتوبة بأجمل الكلمات. ننتظر لحظات رومانسية، وكلمات تذيب الجليد، ونظرات تحمل في طياتها ذكريات لا تُنسى. لكن مع مرور الوقت وبدء الحياة بأخذ مجراها الطبيعي، نواجه سؤالًا مهمًا: هل يجب علينا أن نقلل من توقعاتنا حتى تستمر علاقتنا؟

عندما تصبح الرومانسية عبئًا

الرومانسية ليست مشكلة، بل هي من أجمل جوانب الحب. لكن الخطر يظهر عندما تتحول إلى معيار ثابت يجب تحقيقه في كل لحظة. نتوقع أن تكون المفاجآت مستمرة، وأن تتواصل كلمات الحب، وأن تبقى المشاعر كما كانت في البداية… طوال الوقت.

وعندما تتعطل هذه الأمور، تبدأ خيبة الأمل في الظهور. ليس لأن الطرف الآخر قد تغير، لكن لأننا وضعناهم في مكانة مثالية، وطلبنا منهم أن يكونوا كما نريد، بدلاً من قبولهم كما هم.

الواقعية لا تعني البرود

بعض الأشخاص يحاولون الهروب من خيبات الحب من خلال تبني واقعية مفرطة. يتجنبون التوقعات لكي لا يتعرضوا للخذلان. ولكن في الواقع، هذا الإجراء يغلق الأبواب أمام كل أنواع الحميمية ويؤدي إلى فقدان فرصة الاندهاش.

الواقعية الصحية في الحب تعني أن نفهم حدودنا ونتعامل مع شريكنا كإنسان له تقلبات، بدلاً من اعتباره مصدر دائم للفرح والرضا.

ما هي مشكلة التوقعات؟

المشكلة لا تكمن في وجود التوقعات، بل في نوعيتها وثباتها. عندما نتوقع أن يفهمنا من نحب دون أن نتحدث، أو أن يقدم أكثر مما يستطيع في كل الأوقات، أو حتى أن يكون في مزاج جيد عندما نحتاج إليه، نحن بذلك نضع الحب تحت شروط غير واقعية. ثم نلومهم عندما لا يستطيعون الوفاء بتلك التوقعات.

هل الحب يحتاج إلى توقعات أقل؟

ربما يكون السؤال الأكثر دقة هو: هل يحتاج الحب إلى توقعات أكثر نضجًا؟ فالحب لا يستمر من خلال إدخال التقشف العاطفي، ولا من خلال التوقعات المثالية فقط. بل يتطلب توازنًا. نتوقع الاحترام بدلاً من الكمال، وننتظر الدعم بدلاً من الحلول السحرية، ونأمل في القرب دون أن نكتم أنفاس الطرف الآخر.

الحب يحتاج إلى مساحة ليعيش، وهذه المساحة لا تأتي إلا عندما نخفف من توقعاتنا المبالغ فيها.

بين الحلم والواقع… ماذا نختار؟

في علاقتنا العاطفية، نحن بحاجة إلى القليل من الأحلام، والكثير من الوعي. يجب أن نحافظ على الدفء دون أن نحترق في خيالاتنا. فالعلاقات الجميلة ليست تلك التي تحقق جميع التوقعات، بل التي تتجاوزها بصدق وتفاهم وتقبل.
المدينة البعيدة مدبلج الحلقة 101

ربما لن يكون الحب كما شاهدناه في الأفلام أو كما قرأناه في الروايات، لكنه في الواقع قد يكون أجمل، فقط إذا فهمنا أن الرومانسية ليست نقيض الواقعية، بل هي جزء لا يتجزأ منها.

الحب لا يفشل لأنه يفتقر إلى المشاعر، بل لأنه يفتقد إلى التفاهم، أو لأنه مثقل بتوقعات لا يمكن تحملها.