الميلاتونين: هرمون النوم وفوائده الصحية
الميلاتونين هو هرمون طبيعي يُنتج بشكل أساسي بواسطة الغدة الصنوبرية الموجودة في الدماغ، كما يمكن أن يُنتج في مناطق أخرى من الجسم مثل العينين، نخاع العظام والأمعاء. يُعرف هذا الهرمون أيضاً باسم هرمون النوم، حيث يلعب دوراً مهماً في تنظيم نمط النوم واليقظة.
نقطة سودة الحلقة 29
تشير الأبحاث إلى أن الميلاتونين يعزز من جودة النوم ومدة الراحة الليلية، كما يُعتبر فعالاً في معالجة حالات الأرق. ومع ذلك، يجب أن نفهم أن الميلاتونين لا يسبب النوم بشكل مباشر، بل يعمل على إخبار الجسم بأن الوقت قد حان للاسترخاء والنوم بعمق.
في هذا المقال، سنتناول فوائد الميلاتونين، بالإضافة إلى الآثار الجانبية المحتملة والمخاطر المتعلقة ببعض الفئات، بناءً على المعلومات التي قدمتها دورية Healthline المتخصصة في الصحة.
كيف يعمل الميلاتونين؟
يعمل الميلاتونين بتناغم مع الإيقاع الطبيعي لجسمك، والذي يُعرف أيضاً بالساعة البيولوجية الداخلية. هذه الساعة تحدد أوقات النوم، الاستيقاظ، تناول الطعام، وتساعد في تنظيم ضغط الدم وسكر الدم، ووزن الجسم، ومستويات الهرمونات، ودرجة حرارة الجسم.
تبدأ مستويات الميلاتونين في الارتفاع عندما يحل الظلام، مما يُشير إلى الجسم أنه حان وقت النوم. بينما تنخفض هذه المستويات في الصباح عند ظهور الضوء، مما يعزز من شعور اليقظة. ومع ذلك، هناك العديد من العوامل التي قد تؤثر سلباً على مستويات الميلاتونين، مثل استهلاك الكحول، التدخين، تناول الكافيين، العمل بنظام المناوبات، والتعرض للضوء الساطع في الليل، بما في ذلك الضوء الأزرق.
يمكن أن تساعد مكملات الميلاتونين في تعديل المستويات المنخفضة من هذا الهرمون، ولكن من المهم استشارة الطبيب قبل البدء في تناولها.
هل يساعد تناول الميلاتونين على النوم؟
أظهرت الدراسات أن تناول الميلاتونين قبل النوم يمكن أن يقلل من الوقت اللازم للنوم بحوالي 3 دقائق، كما يزيد من إجمالي وقت النوم بحوالي 30 دقيقة مقارنةً بالدواء الوهمي. وقد أظهرت مراجعة أخرى أن الميلاتونين يساعد في تقليل اضطرابات النوم وزيادة جودة النوم.
كما يُعتقد أن الميلاتونين يمكن أن يُساعد في مواجهة ظاهرة فرق التوقيت، التي تحدث عندما تكون الساعة البيولوجية للجسم غير متزامنة مع المنطقة الزمنية الجديدة. ومع ذلك، يُنصح بتطبيق عادات نوم صحية، مثل تنظيم مواعيد النوم وتجنب الكافيين قبل النوم.
تفاعلات الميلاتونين مع الأدوية
على الرغم من سمعة الميلاتونين كعلاج آمن، إلا أنه يمكن أن يتفاعل مع بعض الأدوية، مما قد يؤثر على فعاليتها أو يزيد من خطر الآثار الجانبية. تشمل هذه الأدوية:
- مساعدات النوم أو المهدئات
- مميعات الدم
- أدوية ضغط الدم
- مضادات الاكتئاب
- أدوية السكري
إذا كنت تعاني من حالة صحية أو تتناول أي من هذه الأدوية، من المهم أن تتحدث مع طبيبك قبل بدء استخدام الميلاتونين.
الميلاتونين والحمل
تعتبر مستويات الميلاتونين الطبيعية مهمة خلال فترة الحمل، حيث ينتقل الميلاتونين إلى الجنين ويُساهم في تطوير الإيقاعات اليومية والنظم العصبية والغدد الصماء. يُعتقد أن الميلاتونين يحمي الجهاز العصبي للجنين من الأضرار الناتجة عن الإجهاد التأكسدي.
مع ذلك، لا توجد دراسات كافية حول استخدام مكملات الميلاتونين خلال الحمل، لذا يُنصح بتجنب تناولها خلال هذه الفترة. كما لا توجد بيانات كافية حول سلامة الميلاتونين أثناء الرضاعة الطبيعية.
آثار جانبية للميلاتونين
تشير الأدلة الحالية إلى أن مكملات الميلاتونين آمنة بشكل عام للأطفال والكبار. ومع ذلك، قد تحدث بعض الآثار الجانبية الطفيفة مثل:
- النعاس خلال النهار
- التعب
- الدوار
- الصداع
- الغثيان
الميلاتونين والأطفال
لا تزال فعالية الميلاتونين لدى الأطفال قيد الدراسة. بعض الأبحاث تشير إلى أن الأطفال الذين يتناولون الميلاتونين ينامون بشكل أسرع مقارنةً بأقرانهم. ومع ذلك، يجب توخي الحذر في استخدامه على المدى الطويل نظراً لاحتمالية تأثيره على عملية البلوغ.
إذا كنت تفكر في استخدام الميلاتونين لأطفالك، يُفضل أولاً محاولة تحسين عادات النوم لديهم. في النهاية، يُعتبر الميلاتونين مكملًا فعالًا للمساعدة في النوم، لكن من المهم استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل البدء في تناوله.