علاج الصداع النصفي: هل ثقب الأذن فعّال؟

يُعد الصداع النصفي من أكثر أنواع الألم شيوعًا وإزعاجًا بين الناس. تشير الإحصائيات إلى أن نحو 11% من سكان العالم يعانون من هذا النوع من الصداع، مما يجعله قضية صحية تستحق الاهتمام.

ورغم المحاولات المستمرة من قبل الأطباء والباحثين لعلاج هذه الحالة، إلا أن الحلول النهائية لا تزال بعيدة المنال. بعض الأشخاص يلجؤون إلى الأدوية، بينما يفضل آخرون تغيير نمط حياتهم، مثل اتباع حمية غذائية معينة أو تجربة العلاجات البديلة مثل العلاج بالروائح.
وتبقى ليلة الحلقة 61

في الآونة الأخيرة، بدأ يتزايد الحديث عن طريقة جديدة لعلاج الصداع النصفي، وهي ثقب الأذن. لكن هل فعلاً هذه الطريقة فعّالة؟ دعونا نستكشف ذلك.

ما هو ثقب الأذن؟

ثقب الأذن هو إجراء يتم في مناطق مختلفة من الأذن، وغالبًا ما يُعتبر إجراءً جماليًا. ومع ذلك، تم الترويج له أيضاً كعلاج محتمل للصداع النصفي، حيث يُعتقد أن بعض مواقع الثقب قد تؤثر على نقاط معينة يمكن أن تخفف من الألم.

لكن هل هناك أدلة علمية تدعم هذه الادعاءات؟ هذا ما سنبحثه في الفقرات التالية.

الحقيقة العلمية وراء ثقب الأذن والصداع النصفي

يؤكد الدكتور عماد استماليك، اختصاصي علاج الصداع النصفي، أنه لا توجد أدلة علمية تدعم فعالية ثقب الأذن في الوقاية من الصداع النصفي. في الواقع، لا يوجد بحث طبي موثوق يشير إلى أن هذا النوع من الثقوب له تأثير على مسار الألم المرتبط بالصداع النصفي.

يقول الدكتور استماليك: "على الرغم من أن هناك من يدعي أن ثقب الأذن ساعدهم في التخلص من الصداع النصفي، إلا أن هذا التأثير غالبًا ما يكون نتيجة تأثير وهمي يعرف بالـ"بلاسيبو".

والـ"بلاسيبو" هو تأثير يحدث عندما يعتقد الشخص أن العلاج (سواء كان دواء أو إجراء معين مثل الثقب) سيكون فعالًا، مما يؤدي إلى تحسين شعوره بالألم حتى وإن كان العلاج نفسه غير فعال.

ما البدائل الفعّالة لعلاج الصداع النصفي؟

بدلاً من اللجوء إلى ثقب الأذن أو غيره من الثقوب، يُنصح باتباع أساليب مثبتة للتعامل مع الصداع النصفي، ومنها:

1. الاهتمام بالتغذية الصحية

قد تكون بعض الأطعمة مثل الجبن المعتق، والنقانق، والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، محفزات للصداع النصفي. لذا، من المفيد تجنب هذه الأطعمة والمحافظة على تناول وجبات منتظمة ومتوازنة.

2. إدارة التوتر

التوتر والقلق يمكن أن يكونا محفزين مباشرين للصداع النصفي. لذلك، الأنشطة المريحة مثل اليوغا أو التأمل يمكن أن تساعد في تخفيف التوتر وتقليل تكرار نوبات الصداع.

3. استشارة الطبيب

التواصل مع الطبيب ومناقشة الحلول المتاحة من أدوية أو تغييرات في نمط الحياة يمكن أن يساعد في تحديد خطة علاج مناسبة. كما أن الاحتفاظ بمفكرة لتسجيل الأوقات التي يحدث فيها الصداع قد يكون مفيدًا لتحديد المحفزات الشخصية.

على الرغم من الإغراءات التي قد تروجها بعض المصادر غير الموثوقة حول فعالية ثقب الأذن في علاج الصداع النصفي، إلا أن الأدلة العلمية لا تدعمه. وكما يشير الأطباء المتخصصون، من الأفضل الاعتماد على أساليب مجربة وموثوقة لعلاج هذا النوع من الألم.