تقلبات المزاج أثناء الحمل: أسبابها وطرق التعامل معها
تُعتبر تقلبات المزاج التي تعاني منها المرأة الحامل جزءًا طبيعيًا من رحلة الحمل، حيث يمكن أن تتداخل لحظات الفرح مع الدموع في غمضة عين. فالحمل يرافقه تغييرات جسدية ونفسية تؤدي إلى تجارب عاطفية متباينة، قد تفاجئ المرأة الحامل. وهذه الحالة ليست ناتجة فقط عن تغيرات هرمونية، ولكنها تحمل أيضًا أبعادًا صحية ونفسية تحتاج في بعض الأحيان إلى الدعم أو التدخل الطبي المناسب.
لماذا تحدث تقلبات المزاج أثناء الحمل؟
إليك أهم الأسباب التي تؤدي إلى تقلبات المزاج خلال فترة الحمل، وفقًا لتقرير دورية OnlyMyHealth:
- التغيرات الهرمونية: يرتفع مستوى الإستروجين مما يزيد من الحساسية العاطفية، بينما يؤدي البروجسترون إلى شعور بالخمول والانسحاب. هذه الاضطرابات قد تؤدي إلى تقلبات حادة بين الفرح والحزن والانزعاج.
- الإجهاد الجسدي والإرهاق: آلام الغثيان، وآلام الظهر، والأرق، والتعب المزمن تستنزف الطاقة وتؤثر بشكل مباشر على المزاج.
- الخوف والقلق: تتنوع المخاوف الصحية أو المالية أو المتعلقة بالولادة، خصوصًا لدى الأمهات لأول مرة.
- تغير صورة الجسد: تشعر بعض النساء بالفخر بجسد الحمل، بينما تعاني أخريات من قلق تجاه مظهرهن نتيجة الضغوط الاجتماعية.
التجارب العاطفية الشائعة حسب مراحل الحمل
- الثلث الأول: شائع أن تعاني المرأة من اضطرابات المزاج بسبب تقلب الهرمونات، مع قلق حول ثبات الحمل وخوف من الإجهاض.
- الثلث الثاني: يُعرف بـ"شهر العسل" للحمل، حيث تعود بعض الراحة النفسية مع استقرار الهرمونات، ويزداد الحماس مع بداية حركة الجنين.
- الثلث الثالث: يختلط القلق من الولادة بمشاعر الترابط مع الجنين، مما يزيد من الحساسية العاطفية.
إشارات خطر تستدعي المساعدة بسبب تقلبات المزاج للحامل
بينما تعتبر التقلبات العاطفية العابرة أمرًا طبيعيًا، فإن استمرار الحزن، أو فقدان الاهتمام، أو القلق المفرط، أو الانعزال، قد يشير إلى اكتئاب أو قلق ما قبل الولادة. إليك بعض الإشارات التي تستدعي المساعدة:
- فقدان الاهتمام بالأنشطة أو العلاقات.
- صعوبة التركيز أو اتخاذ القرارات.
- اضطراب النوم أو الشهية.
- عصبية أو غضب شديد.
- أفكار سلبية تجاه الذات أو الجنين.
متى تلجئين إلى الطبيب أو المختص النفسي؟
إذا استمرت الأعراض السابقة وأثرت على حياتك اليومية بشكل يصعب السيطرة عليه، يجب عليك استشارة مختص بالصحة النفسية للحامل. قد يشمل العلاج:
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT) لتحويل الأفكار السلبية إلى إيجابية.
- الاستشارات النفسية لتفريغ المشاعر بشكل آمن.
- الأدوية إذا لزم الأمر، وتكون آمنة في بعض الحالات تحت إشراف الطبيب.
استراتيجيات عملية لإدارة التقلبات
للتعامل مع التقلبات العاطفية خلال الحمل، يمكن اتباع بعض الاستراتيجيات العملية:
- التحدث بصراحة مع الشريك أو صديقة أو معالج نفسي لتفريغ المشاعر.
- وضع روتين للنوم وأخذ قيلولة عند الحاجة.
- تناول أطعمة غنية بالأوميغا 3، والحديد، والفولات، والمغنيسيوم لتعزيز الصحة النفسية.
- ممارسة المشي أو اليوغا لزيادة مستويات الإندورفين وتقليل التوتر.
- ممارسة التأمل، أو التنفس العميق، أو كتابة اليوميات لخفض القلق.
- مشاركة التجارب مع أمهات أخريات.
- تجنب الأخبار المقلقة والإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
الحمل هو مرحلة مليئة بالمشاعر المتقلبة، وهي جزء طبيعي من هذه الرحلة. ومع ذلك، عندما تتحول هذه المشاعر إلى حالة من الحزن أو القلق المستمر، فإنه من الضروري طلب المساعدة.
الزوجة الأخرى الحلقة 37