-

الأخطبوط: الحاكم المحتمل للأرض بعد البشر

(اخر تعديل 2024-11-16 18:11:21 )
بواسطة

لطالما اعتقد العلماء أن الكائنات مثل الصراصير، بقدرتها المذهلة على التكيف مع الظروف القاسية، هي الأكثر احتمالاً للبقاء بعد انقراض البشرية. لكن، ما لم يكن في الحسبان هو الفرضية المدهشة التي قدمها أحد العلماء البريطانيين البارزين في مجال البيولوجيا، والتي قد تحدث تحولًا جذريًا في هذه النظرة التقليدية.

الأخطبوط: الحاكم المحتمل للأرض بعد انقراض البشر

البروفيسور تيم كولسون من جامعة أكسفورد، والذي يُعتبر من أبرز العلماء في دراسة الأحياء، طرح فرضية غير متوقعة. وفي حديثه لصحيفة "ذا صن" البريطانية، أشار كولسون إلى أن هناك "وحشًا بحريًا" معينًا يمكن أن يكون هو الكائن الذي سيحكم الأرض إذا انقرض البشر. هذا الكائن، الذي يمتلك خصائص فريدة، قد يغير تمامًا مفهومنا عن التطور والذكاء في مملكة الكائنات الحية.

وأوضح البروفيسور كولسون أن الأخطبوط هو الكائن الذي يمكن أن يرث حكم الأرض بعد انقراض البشر، مبررًا ذلك بذكائه الفائق وقدرته على التكيف مع بيئته. وأشار إلى أن هذه المخلوقات البحرية تمتلك قدرات عقلية استثنائية تجعلها مرشحة قوية لتطوير حضارة خاصة بها، مشابهة لتلك التي أنشأتها البشرية عبر التاريخ.

وذكر كولسون أن انقراض البشر كنوع مهيمن قد يتيح لأنواع أخرى شغل أدوار بيئية جديدة، رغم أنها قد لا تتبع نفس نمط الحضارة البشرية. وفي حال حدوث ذلك، قد يشهد كوكب الأرض مرحلة جديدة من إعادة التوازن البيئي، مع ظهور أشكال مبتكرة من الذكاء قد تعيد تعريف معايير التطور على كوكبنا.

ذكاء الأخطبوط ومهاراته الفريدة

في مقابلة مع صحيفة "The European"، أكد كولسون أن قدرة الأخطبوط الفائقة على حل المشكلات المعقدة، إلى جانب مهاراته في التواصل مع أفراد نوعه من خلال التغيرات اللونية، تجعله مرشحًا مثاليًا ليكون "عقل البحر" في عالم ما بعد البشر. هذه الخصائص العقلية تضع الأخطبوط في موقع قوي لقيادة تطور بيئي جديد على كوكب الأرض.

ومع ذلك، يرى كولسون أن الأخطبوطات قد لا تتكيف مع الحياة على سطح الأرض بنفس الطريقة التي تطور بها البشر. بدلاً من ذلك، يتصور أنها قد تبني "مجتمعات تحت الماء تشبه المدن التي نراها على الأرض"، مما يشير إلى أنها قد تجد طرقًا مبتكرة للعيش والنمو في بيئتها المائية.

تطور الأخطبوط لصيد الفرائس خارج الماء

في رؤية مستقبلية مثيرة، يعتقد كولسون أن الأخطبوطات قد تتطور في النهاية لصيد الفرائس خارج الماء. يربط هذا التطور بما حدث للبشر في الماضي، الذين تعلموا كيفية صيد الأسماك والتنقل بين بيئات الماء والبر. هذه الفرضية تفتح آفاق جديدة لفهم إمكانيات تطور الحياة البحرية، وكيف يمكن للكائنات الذكية مثل الأخطبوط أن تخلق حضارة بحرية تتفوق على أي تصور بشري.

وأكد كولسون أن الأمر قد يستغرق مئات الآلاف أو حتى ملايين السنين، حتى تتمكن الأخطبوطات من تطوير قدرات تسمح لها بالصيد خارج الماء. مع مرور الوقت والتقدم التطوري، قد تتمكن هذه الكائنات البحرية من تطوير طرق للتنفس خارج الماء، وبالتالي قد تصطاد حيوانات برية مثل الغزلان والأغنام، بشرط أن تنجو من الكارثة التي تسببت في انقراض البشر.

في الوقت الراهن، تُعرف الأخطبوطات بقدرتها على العيش خارج الماء لمدة تصل إلى 30 دقيقة فقط، فيما يتراوح متوسط عمرها بين عام وخمسة أعوام حسب نوعها. ومع ذلك، يشير كولسون إلى أن تكهناته حول سيطرة الأخطبوطات على كوكب الأرض تبقى مجرد فرضية غير مؤكدة، حيث يعتمد هذا التطور على العديد من العوامل غير المعروفة، ومن غير الممكن التنبؤ بمسار الأحداث في حال انقراض البشر.
رائحة الصندوق الحلقة 35

في النهاية، يترك كولسون المجال مفتوحًا للمزيد من التأمل والتساؤلات حول كيف يمكن أن يلتقط عالم ما بعد البشر مفاهيم جديدة للذكاء والتطور، بعيدًا عن كوكب الأرض الذي نعرفه اليوم.