أسلوب حياتنا تحت المراقبة: ماذا تعرف التطبيقات عنا؟
هل حياتنا تحت المراقبة؟
في عصر تتزايد فيه أهمية التكنولوجيا وتطبيقاتها في حياتنا اليومية، يطرح تساؤل مهم: هل تعرف التطبيقات عنا أكثر مما نعرف عن أنفسنا؟ مع كل نقرة وكل خطوة نقوم بها، يبدو أن عالم البيانات أصبح أكثر تعقيدًا، حيث يتم جمع معلومات دقيقة تعكس تفاصيل حياتنا الصغيرة والكبيرة.
التطبيقات التي نستخدمها يوميًا، بدءًا من تطبيقات اللياقة البدنية إلى مواقع التسوق، تعمل على تحليل سلوكنا وجمع بيانات متنوعة حول عاداتنا اليومية. هذا التحليل الدقيق يمكن الشركات من تقديم محتوى مخصص وإعلانات تستهدف اهتماماتنا، مما يثير تساؤلات حول مدى سيطرتها على معلوماتنا الشخصية.
تأثير البيانات في حياتنا
وفقًا لتقرير صادر عن صحيفة الغارديان البريطانية، تقوم شركات التكنولوجيا الكبرى بجمع كميات هائلة من البيانات عن المستخدمين بهدف تحليل سلوكهم. هذا التحليل لا يساعد فقط في تقديم إعلانات مستهدفة، بل يمكن أيضًا من التنبؤ بقرارات المستخدمين المستقبلية بناءً على سلوكهم الحالي والسابقة.
ليلى مدبلج الحلقة 201
تحليل السلوكيات الدقيقة
تقوم التطبيقات بتتبع كل تفاصيل حياتنا بدقة متناهية. على سبيل المثال، إذا كنت تستخدم تطبيقًا للياقة البدنية، فإنه يسجل عدد خطواتك اليومية، والمسافات التي تجريها، وأنماط نومك. بينما إذا كنت تستخدم تطبيقات للتسوق، فإنه يعرف المنتجات التي تفضلها، وأوقات تسوقك، وحتى العناصر التي تضيفها إلى سلة المشتريات دون إتمام عملية الشراء.
هذه البيانات تضفي صورة شاملة عن أسلوب حياتك، وقد تكون هذه المعلومات دقيقة لدرجة أنك ربما لا تدركها بنفسك.
التنبؤ بالاحتياجات والرغبات
استنادًا إلى البيانات الضخمة التي تجمعها التطبيقات، يمكنها التنبؤ بما قد تحتاجه أو ترغب في شرائه في المستقبل. على سبيل المثال، إذا كنت تبحث عن رحلات سفر، ستتلقى إعلانات عن فنادق وتذاكر طيران. وإذا كنت تشاهد فيديوهات تتعلق بالطهي، ستظهر أمامك وصفات وأدوات مطبخ.
هذه القدرة على التنبؤ تتجاوز الماديات، حيث يمكن للتطبيقات أيضًا فهم حالتك المزاجية بناءً على ما تنشره أو تتفاعل معه، مما يمكنها من تقديم محتوى يتناسب مع حالتك النفسية.
خوارزميات الذكاء الاصطناعي وتأثيرها
تستخدم التطبيقات خوارزميات الذكاء الاصطناعي لعرض المحتوى الذي يتماشى مع اهتماماتنا ومعتقداتنا. هذا التحكم في تدفق المعلومات وشكل البيانات يؤثر على طريقة تفكيرنا ويشكل وجهة نظرنا للعالم بناءً على ما يُقدم لنا.
بالتالي، ليست معرفة التطبيقات بحياتنا هي المسألة الوحيدة، بل إن قدرتها على التأثير في قراراتنا وسلوكنا تشكل تحديًا حقيقيًا في عصر المعلومات. إذ إن البيانات الضخمة التي تجمعها قد تُستخدم لتشكيل سلوك الأفراد والتأثير في اختياراتهم.