-

الإفراط في النوم: المخاطر والاحتياجات الصحية

(اخر تعديل 2024-11-21 08:35:33 )
بواسطة

يُعد النوم الجيد أحد الأركان الأساسية التي تساهم في صحة الجسم والعقل. فكما يُقال، "ما زاد عن حده انقلب إلى ضده"، فإن الإفراط في النوم قد يتحول إلى عامل خطر يهدد صحتك. لذا، ما هو الحد الآمن للنوم؟ وكيف يمكن أن يؤثر النوم الزائد على صحتك؟
العميل الحلقة 69

كم عدد ساعات النوم التي نحتاجها حقاً؟

تختلف احتياجات النوم من شخص لآخر حسب العمر والنشاط البدني والحالة الصحية. ومع ذلك، يوصي الخبراء بأن ينام البالغون ما بين 7 و9 ساعات يومياً. لكن عندما يتجاوز الشخص هذه المدة بشكل منتظم، فقد يكون ذلك مؤشراً على وجود مشاكل صحية أو حتى مسبباً لها.

لماذا ينام البعض أكثر من اللازم؟

يمكن أن يكون الإفراط في النوم نتيجة لاضطرابات مثل فرط النوم، وهو حالة تجعل الأشخاص يشعرون بالنعاس المفرط خلال النهار، حتى بعد فترات نوم طويلة. ومن الأسباب الأخرى المحتملة هو انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، والذي يتسبب في توقف التنفس المؤقت مما يعطل دورة النوم الطبيعية.

إضافة إلى ذلك، هناك عوامل أخرى مثل الاكتئاب، بعض الأدوية، أو نمط حياة يميل إلى الكسل. وأحياناً، قد يكون السبب ببساطة رغبة الشخص في الاستمتاع بمزيد من الوقت في النوم.

المشكلات الصحية المرتبطة بالإفراط في النوم

هناك عدة مشكلات صحية ترتبط بالإفراط في النوم، منها:

السكري

تشير الدراسات إلى أن النوم لفترات طويلة أو قصيرة جداً يعزز من خطر الإصابة بالسكري، وذلك بسبب تأثير النوم الزائد على عمليات التمثيل الغذائي في الجسم.

السمنة

أظهرت دراسات حديثة أن الأشخاص الذين ينامون من 9 إلى 10 ساعات يومياً يكون لديهم احتمال أكبر بنسبة 21% لزيادة الوزن على مدار 6 سنوات مقارنة بمن ينامون 7 إلى 8 ساعات فقط، حتى مع مراعاة عاداتهم الغذائية ومستويات نشاطهم البدني.

الصداع

يمكن أن يؤدي الإفراط في النوم، خاصة خلال عطلات نهاية الأسبوع، إلى الإصابة بالصداع نتيجة تأثيره على النواقل العصبية في الدماغ مثل السيروتونين.

آلام الظهر

على الرغم من النصائح القديمة التي كانت توصي بالراحة التامة لمرضى آلام الظهر، فإن الأطباء اليوم ينصحون بالحفاظ على مستوى معتدل من النشاط البدني، حيث أن النوم الزائد قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة.

الاكتئاب

بينما يرتبط الاكتئاب عادة بالأرق، فإن حوالي 15% من المصابين بالاكتئاب يعانون من الإفراط في النوم، مما قد يزيد الحالة سوءاً، نظراً لأهمية انتظام النوم في عملية العلاج.

أمراض القلب

دراسة شملت حوالي 72,000 امرأة وجدت أن النساء اللواتي ينمن من 9 إلى 11 ساعة يومياً معرضات للإصابة بأمراض القلب بنسبة 38% أكثر من اللواتي ينامن 8 ساعات.

الموت المبكر

تشير العديد من الدراسات إلى أن النوم لفترات تزيد على 9 ساعات يومياً يرتبط بزيادة معدل الوفيات، على الرغم من أن السبب المباشر لذلك لا يزال غير واضح.

كيف تستفيد من النوم دون الإفراط فيه؟

للحفاظ على فوائد النوم وتجنب مخاطره، ينبغي الالتزام بعدد ساعات نوم مناسب تتراوح بين 7 و9 ساعات يومياً. إذا شعرت بالحاجة إلى النوم أكثر، فمن المفيد استشارة طبيب لاستبعاد أي اضطرابات صحية محتملة.

النوم هو نعمة للجسم، ولكن الحفاظ على التوازن هو مفتاح الاستفادة منه بشكل صحي ومستدام.