-

التلوث البلاستيكي وتأثيره على صحة الطيور

(اخر تعديل 2025-02-28 20:19:19 )
بواسطة

كشفت دراسة أميركية حديثة عن حجم التهديد الذي يشكله التلوث البلاستيكي على صحة الطيور، حيث وجدت أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة التي تتواجد في الهواء قد وصلت إلى رئات الطيور، مما يثير تساؤلات حول التأثيرات المحتملة لهذا التلوث على صحة البشر أيضًا.

التلوث البلاستيكي: مشكلة هوائية تؤثر على الحياة البرية والبشر

أوضح الباحثون من جامعة تكساس أن التلوث البلاستيكي لا يقتصر على المحيطات أو التربة، بل أصبح يشكل تهديدًا للهواء الذي نتنفسه يوميًا. فقد أظهرت الدراسة أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تطفو في الهواء، مما يزيد من خطر استنشاقها من قبل الكائنات الحية، بما في ذلك البشر.
80 باكو الحلقة 3

تم نشر النتائج في دورية Journal of Hazardous Materials، حيث تبين أن هذه الجسيمات تأتي من تحلل المواد البلاستيكية المستخدمة في العديد من المنتجات مثل العبوات البلاستيكية، والإطارات، والملابس الاصطناعية. وتدخل هذه الجسيمات إلى الرئتين عبر عملية التنفس.

الجسيمات البلاستيكية الدقيقة: تأثيرات صحية مقلقة

واحدة من المخاوف الرئيسية تتعلق بحجم هذه الجسيمات المتناهية الصغر، مما يسمح لها باختراق أنسجة الرئتين، وقد تدخل إلى مجرى الدم، مما قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة مثل أمراض الجهاز التنفسي، وأمراض القلب، والسرطان. وهذا يطرح تساؤلات كبيرة حول تأثير هذا التلوث على صحة الإنسان في المستقبل.

استخدام الطيور كنموذج بحثي لفحص التلوث البلاستيكي

في دراستهم، اختار الباحثون الطيور كنموذج بحثي؛ نظراً لتوزيعها في بيئات متنوعة وقربها من البشر. شملت الدراسة 56 طائرًا من 51 نوعًا مختلفًا، حيث تم جمع العينات من رئات الطيور في مطار تيانفو الدولي بمقاطعة سيتشوان الصينية. وباستخدام تحاليل كيميائية، تمكن الباحثون من اكتشاف الجسيمات البلاستيكية الدقيقة، بما في ذلك الجسيمات النانوية التي يمكن أن تنتقل إلى مجرى الدم.

نتائج الدراسة: مستويات مرتفعة من التلوث البلاستيكي في الرئتين

أظهرت النتائج أن الطيور تحتوي على مستويات مرتفعة من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة، حيث تراوحت الكميات بين 221 جسيماً لكل نوع و416 جسيماً لكل غرام من الأنسجة الرئوية. وكانت المواد البلاستيكية الأكثر شيوعًا في الرئات تشمل "البولي إيثيلين المكلور" المستخدم في عزل الأنابيب والأسلاك، و"مطاط البوتادين" الذي يُستخدم في صناعة الإطارات.

دلالات الدراسة: التلوث البلاستيكي يهدد البشر أيضًا

على الرغم من أن الدراسة ركزت على الطيور، إلا أن الباحثين أشاروا إلى أن البشر يتنفسون نفس الهواء الذي تعيش فيه الطيور، مما يعني أن الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الحضرية أو بالقرب من المناطق الصناعية قد يكونون معرضين لاستنشاق كميات مشابهة من الجسيمات البلاستيكية. وقد تم ربط هذه الجسيمات بالعديد من الأمراض الخطيرة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الجهاز التنفسي، وحتى السرطان.

دعوات لتقليل استخدام البلاستيك والتوعية بمخاطره

دعا الباحثون إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من استخدام البلاستيك وتقليل انبعاثاته في البيئة. وشددوا على أهمية تطوير سياسات بيئية قوية، وتوفير بدائل صديقة للبيئة، فضلاً عن زيادة الوعي العام بشأن مخاطر البلاستيك الدقيق على الصحة العامة والبيئة.