-

الملكة رانيا تدعو لحقوق الأطفال عالمياً

(اخر تعديل 2025-02-03 13:11:26 )
بواسطة

في إطار مشاركتها في فاعليات "القمة الدولية لحقوق الأطفال"، التي أقيمت تحت رعاية الكرسي الرسولي في الفاتيكان، أعربت الملكة رانيا العبدالله عن أهمية التطبيق الشامل وغير المشروط لحقوق الأطفال على مستوى العالم. وقد أثارت خلال كلمتها تساؤلات عميقة حول الأسباب التي أدت إلى قبول الواقع المأساوي الذي يعاني منه بعض الأطفال، حيث يتحدد مصيرهم بناءً على عوامل مثل اسمهم أو عقيدتهم أو حتى مكان ولادتهم. وأسفت جلالتها لوجود هذا الفاصل الوهمي بين أطفالنا وأطفالهم، مما يفرض معايير غير عادلة على غيرهم.

الملكة رانيا العبدالله تناصر حقوق الطفل في العالم المعاصر

جاءت مداخلة الملكة رانيا بعد كلمة افتتاحية ألقاها قداسة البابا فرنسيس في جلسة مهمة تناولت "حقوق الطفل في العالم المعاصر". وقدمت الملكة الشكر لقداسته على تنظيم هذه القمة، مشيدةً بالتزامه الدائم تجاه حقوق الأطفال في جميع أنحاء العالم. واستذكرت إحدى الرسائل التي تلقتها من طفل لاجئ يدعى محمد، والذي سأل: "هل سيعود العالم كما كان في الماضي؟".
مجمع 75 الحلقة 251

وأوضحت الملكة أن هذا السؤال يؤرق ملايين الأطفال الذين انقلبت حياتهم رأساً على عقب بسبب الحروب والصراعات، وأنه لا توجد إجابات سهلة لهذا السؤال المعقد.

وأضافت أن اتفاقية حقوق الطفل تُعتبر المعاهدة الأكثر تصديقاً في التاريخ، مما يوضح الإجماع النظري حول ضرورة حقوق كل طفل. ومع ذلك، فإن الكثير من الأطفال حول العالم يُستثنون من هذا الالتزام، خاصة في مناطق النزاع، مما يجعل من المأساة أمراً مألوفاً، ويجعل الآخرين غير مبالين بمعاناتهم.

الملكة رانيا: من يحمي الأطفال من أقسى نزوات البشر؟

سلطت الملكة رانيا الضوء على الإحصائيات المروعة، حيث يعيش واحد من كل ستة أطفال على وجه الأرض في مناطق تعاني من النزاعات المسلحة. والعديد منهم يتعرضون للقتل أو التشويه، مما ينزع عنهم حقوقهم الأساسية في الحياة، الأمان، التعليم، الصحة، والخصوصية.

وأكدت الملكة أنه في خضم النزاعات، لا يوجد ما يحمي الأطفال من أهواء البشر. فضحايا الحروب الصغار يُحرمون من حقهم الأساسي في الطفولة، وهذا التجريد من الطفولة يُستخدم كذريعة لشيطنتهم وتصويرهم كتهديدات، أو حتى استغلالهم كدروع بشرية.

وأشارت الملكة رانيا إلى أن هذا الوضع المأساوي يمتد من فلسطين إلى السودان، ومن اليمن إلى ميانمار، مما يزيد من شروخ تعاطفنا ويتيح للسياسيين التملص من المسؤولية. وأوضحت أن الحالة النفسية للأطفال في غزة تحت الخطر بشكل خاص، حيث أفاد 96% منهم بأنهم يشعرون بأن موتهم وشيك. كما أكد ما يقرب من نصفهم أنهم يتمنون الموت. وبدلاً من أن يحلموا بأن يصبحوا رواد فضاء أو رجال إطفاء مثل باقي الأطفال، أصبحوا يتمنون نهاية مأساوية.